“الحكومة عاجزة عن حمايتكم”.. العنف الطائفي ضد العلويين يتجدد في سوريا

Loading

“الوضع هادئ حاليا، لكن من الممكن أن ينفجر في أي لحظة،” يقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، في تعليق لـ”الحرة” على أحداث العنف الطائفي التي تشهدها مدينة حمص السورية منذ الأحد .

بدأت الأحداث بعد ظهرأمس، إثر انتشار خبر “مقتل رجل ينتمي لعشيرة من البدو السنة وزوجته في منزلهما ببلدة زيدل جنوب حمص، وإحراق جثة الزوجة وكتابة عبارات تحمل صبغة طائفية داخل المنزل”.

بمجرد أن وصل النبأ لافراد عشيرة الضحية المفترضة، اقتحم عشرات منهم حي المهاجرين ذا الغالبية العلوية في حمص.

أظهرت مقاطع مصورة نشرها المرصد السوري، ومنظمات مراقبة، أفرادا وهم يطلقون النار عشوائيا في الشوارع، كذلك احتراق عشرات السيارات والمنازل.

وتحدثت بعض التقارير عن سقوط قتلى. وذكر المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر في بيان أن ما لا يقل عن شخصين قُتلوا وأُصيب 10 آخرون. وناشد المجلس المجتمع الدولي التدخّل “لوقف هذه الهجمات وحماية المدنيين في الأحياء العلوية في حمص”.

لكن عبد الرحمن أكد أن الحصيلة النهائية لتلك الأحداث بلغت نحو 20 جريحا من الطائفة العلوية بينهم اثنان في حالة خطرة، نافيا وقوع قتلى.

وقالت السلطات السورية إنها حاولت احتواء الاضطرابات عبر إرسال قوات أمنية للمكان وفرض حظر للتجول في عدد من أحياء حمص.

والاثنين، أعلنت وزارة الداخلية السورية اعتقال نحو 120 مشتبها به في الوقوف خلف تلك الأحداث، وأكدت أن التحقيقات الأولية خلصت إلى أن جريمة قتل الرجل وزوجته كانت جنائية بحتة.

المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا أعلن في مؤتمر صحفي أن مرتكب الجريمة حاول “الإيحاء” بأن الجريمة ذات بعد طائفي عبر كتابة عبارات تحمل “طابعا مذهبيا” في مكان الحادث.

ومع ذلك، أثارت أحداث حمص مخاوف من تكرار المجازر التي تعرضت لها الطائفة العلوية في الساحل السوري في مارس الماضي والدروز في السويداء في يوليو.

وقُتل نحو 1400 مدني علوي في أعمال عنف على أيدي مسلحين وعناصر تابعة للحكومة، وفقا لتقديرات لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة المعنية بسوريا. بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العدد تجاوز 1500 قتيل.

كذلك قُتل مئات الأشخاص في السويداء في أعمال عنف بدأت بين عشائر محلية وفصائل درزية، وتصاعدت بعد إرسال القوات السورية إلى المنطقة، حيث اتهم أقارب القتلى القوات الحكومية بارتكاب عمليات قتل على شكل إعدامات أمام الكاميرات.

“هناك حملة تحريض واضحة مؤخرا يقودها رجال دين وبعضهم فازوا في انتخابات مجلس الشعب السوري الجديد ضد العلويين في حمص من دون أن يجري محاسبتهم أو منعهم من قبل السلطات،” يقول رامي عبد الرحمن.

يشير عبد الرحمن إلى أن “الرسالة وصلت للعلويين وغيرهم من الطوائف في أن الدولة غير قادر على حمايتكم وممكن أن يتكرر عليكم ما جرى من مذابح في الساحل والسويداء”.

وتُعدّ حمص ثالث أكبر مدن البلاد، ويقطنها خليط من المسلمين السنة والشيعة، والعلويين، والمسيحيين.

واندلعت توترات في المدينة خلال الأسابيع التي تلت الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، المنتمي للأقلية العلوية، في ديسمبر الماضي. لكن منذ ذلك الحين بقي الوضع في حمص هادئًا إلى حد كبير.