مرحبًا بكم في العدد الافتتاحي من أجندة ال MBN. كل يوم ثلاثاء – قبل الفجر في واشنطن، وفي أوائل بعد الظهر في الشرق الأوسط – سنقدّم لكم نحن الأربعة موجزًا إخباريا اسبوعيا لا غنى عنه لأبرز الأحداث التي تحرك المنطقة والعالم العربي.
نحن نعمل من واشنطن. أكثر من أي وقت مضى في التاريخ القريب، العاصمة الأميركية هي التي ترسم المسارات في الشرق الأوسط — من وقف إطلاق النار في غزة الذي توصّل إليه الرئيس ترامب الشهر الماضي، إلى تعميق الشراكة الأميركية مع دول الخليج في مجالات التكنولوجيا والدفاع. سنشرح كيف تفكّر واشنطن، وما هي القرارات التي يجري الإعداد لها.
وقبل كل شيء، سنربط بين ما يُقال هنا وما يجري – وما يُناقش – في العواصم الأساسية في المنطقة. نحن وزملاؤنا الموجودون على الأرض في الشرق الأوسط سنأخذكم خلف الكواليس، ونقدّم لكم مستوى من التغطية العميقة والمباشرة التي لا يجدها الجمهور العربي بسهولة في أماكن أخرى.
أولًا، لمحة سريعة عن فريق الأجندة:
جو الخولي مراسل مخضرم مقيم في واشنطن يعمل لدى MBN وشبكتها الرئيسية الناطقة بالعربية الحرة. يمكنكم متابعة بودكاسته The Diplomat.
آية الباز مراسلة MBN ومقدمة برنامج “القصة شنو؟
عزت وجدي مراسل MBN في وزارة الخارجية والبيت الأبيض، يغطي السياسة الأميركية وتأثيرها على الشرق الأوسط.
تشين شاه سيتابع مسار النقاشات والسياسات المتعلقة بالمنطقة من داخل واشنطن.
كمراسلين، هدفهم هو شرح ما الذي سيحدث ولماذا.
أرسلوا اقتراحاتكم وملاحظاتكم إلى: mbnagenda@mbn-news.com. نودّ سماع آرائكم. إذا وصلتك هذه النشرة عبر إعادة توجيه، يمكنك الاشتراك عبر هذا الرابط.
– جو، آية، عزت، وتشين.
جديد واشنطن
زوّار غير متوقعين
خلال الأسبوعين المقبلين، ستكون العاصمة الأهم في الشرق الأوسط هي واشنطن.
يتضح ذلك من هوية القادمين إليها: رئيس سوريا زارها أمس، وولي عهد السعودية سيحل هنا الأسبوع المقبل.
الزيارتان تاريخيتان ومترابطتان. أحمد الشرع هو أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض منذ استقلال البلاد عام 1946. المشهد لافت: مصافحة في المكتب البيضاوي a presidential handshake in the Oval Officeلرجل كانت واشنطن تعتبره يومًا “إرهابيًا عالميًا” ورصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للقبض عليه. ولا ننسى أن سوريا كانت خاضعة للعقوبات ومعزولة من قبل الولايات المتحدة طوال معظم تاريخها.
رغم محدودية المظاهر، حمل اللقاء مضمونًا هاما. ركز الرئيس الشرع على ثلاثة ملفات:
1. الانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش.
2. الحصول على تخفيف للعقوبات لفتح باب دعم جهود إعادة الإعمار بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية.
3. تقليص اعتماد سوريا على روسيا في مجالي النفط والدفاع.
بعد الاجتماع المغلق، مدّدت وزارة الخزانة الأميركية تعليق العقوبات ضمن قانون قيصر لمدة 180 يومًا إضافية. وكان القانون قد أُقر عام 2019 لعزل نظام بشار الأسد السابق، لذلك فإن أي إعفاء دائم يتطلب موافقة الكونغرس.
في المقابل، تطالب واشنطن القيادة السورية الجديدة بالعثور على أميركيين مفقودين في سوريا وتدمير ما تبقّى من أي أسلحة كيميائية لديها. وقال المتحدث باسم الخارجية توماس بيغوت إن دمشق “تعمل بجد لتحقيق هذه الأهداف”.
خارج البيت الأبيض في شارع بنسلفانيا، تجمع عشرات السوريين الأميركيين يؤدون رقصة الدبكة التقليدية ويرفعون الأعلام ويهتفون لرفع العقوبات عن سوريا — مشهد لافت بحد ذاته: رئيس عربي يُستقبل بالاحتفال لا بالاحتجاج. التقط عزت صورًا يمكنكم مشاهدتها هنا.
القادم من الرياض
بعد أسبوع، سيصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة في أول زيارة له منذ سبع سنوات. رسالته، بحسب مراسلتنا سكينة علي، هي أن العلاقة الثنائية يجب أن تنتقل من إطار النفط إلى شراكة استراتيجية قائمة على الأمن والتكنولوجيا.
وراء الكواليس، تضغط واشنطن مجددًا نحو تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. توقيع كازاخستان على اتفاقات أبراهام decision last week to sign on to the Abraham Accords الأسبوع الماضي لا يعني أن السعودية هي التالية. فملفات مثل غزة لا تزال تعرقل أي اتفاق محتمل.
سيستغل محمد بن سلمان زيارته لتقديم تصور عن “تحالف جديد” مع أميركا، قد يمهد لاحقًا لعلاقات محسّنة مع إسرائيل.
أبرز مطالبه: اتفاق أمني يشبه ما حصلت عليه قطر، التي تلقت ضمانة أمنية أحادية من ترامب في سبتمبر. كما سيطرح شراكات استثمارية وتكنولوجية لدعم رؤية 2030 Vision 2030 التي تهدف لتحويل المملكة إلى قوة ثقافية وتكنولوجية كبرى.
في حين تؤيد الولايات المتحدة طموحات المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإنها توزّع استثماراتها في الخليج. الأسبوع الماضي، وافقت واشنطن على تصدير 60 ألف شريحة “انفيديا” للإمارات، مقابل 18 ألفًا فقط للرياض في مايو الماضي.
في هذا القسم، نفكّك دبلوماسية واشنطن تجاه الشرق الأوسط.
تدفع واشنطن لبنان نحو نزع سلاح حزب الله، أو مواجهة خطر تجدد التوتر مع إسرائيل.
زار وفد أميركي – برئاسة سيباستيان غوركا نائب مساعد الرئيس، وضم جون هيرلي نائب وكيل وزارة الخزانة، ورودولف أتالا من مجلس الأمن القومي – بيروت يوم الأحد للضغط على الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام بشأن حزب الله.
بحلول نهاية الشهر، يُفترض أن يُكمل الجيش اللبناني المرحلة الأولى من عملية نزع سلاح الميليشيا الشيعية جنوب نهر الليطاني.
تخشى واشنطن من أن إيران ضخت نحو مليار دولار في الأشهر الأخيرة لتعزيز القدرات العسكرية لحزب الله، بحسب تقرير للخزانة الأميركيةTreasury reported last week. ولا تزال حركة الأموال عبر الحدود السورية مستمرة رغم محاولات الولايات المتحدة لوقفها.
أكد الرئيس عون أن لبنان يطبق إجراءات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ويفرض عقوبات صارمة على الجرائم المالية ذات الصلة.
ولمنع التصعيد على الحدود، دعا عون إلى حوار مع إسرائيل. لكن إسرائيل منقسمة حول الرد: ففريق في حكومة نتنياهو يرى فرصة لـ“انفتاح بنّاء” مع بيروت، بينما يعتبر فريق آخر لبنان “دولة فاشلة”.
مصدر لبناني مقرّب من الحكومة قال لنا إن الخلاف بين واشنطن وبيروت يتمحور حول شكل المفاوضات. فلبنان “يرغب بشدة” في محادثات غير مباشرة بوساطة أميركية، بينما تفضل واشنطن مفاوضات مباشرة بين بيروت وتل أبيب.
رقصة المغرب مع الجزائر
تسعى الولايات المتحدة لتحقيق اتفاق سلام مغربي-جزائري خلال فترة 60 يومًا حددها المبعوث الخاص ستيف ويتكوف.
أصبحت المهلة أكثر إلحاحًا بعد تصويت مجلس الأمن في 31 أكتوبر الذي ثبّت خطة الحكم الذاتي المغربية كأساس للتفاوض بشأن الصحراء الغربية — انتصار واضح لواشنطن.
وقال مصدر دبلوماسي مغربي إن القرار الأميركي واجه مقاومة شديدة وتعديلات بلغت 45 تعديلًا قبل إقراره. ولم يتم تمريره إلا بعد سلسلة مكالمات شخصية من الملك محمد السادس مع قادة مترددين، ما رفع عدد الأصوات المؤيدة من 6 إلى 11 في اللحظات الأخيرة.
هناك 40 يومًا متبقية (من المهلة المفروضة ذاتيًا) لتحقيق إنجاز في السياسة الخارجية عبر دفع مصالحة مغاربية.
في الحوار
خطوتا السودان
تعلن الحكومة السودانية دعمها الكامل لمساعي الولايات المتحدة لتصنيف قوات الدعم السريع (RSF) كمنظمة إرهابية، لكنها متحفظة على جهود التهدئة بسبب عدم ثقتها في الإمارات العربية المتحدة.
قال السفير السوداني في واشنطن محمد عبد الله إدريس لآية الباز إن الخرطوم “تدعم المقترح. وأضاف أنها منفتحة على التعاون وستنخرط بأقصى درجة” مع المساعي التي يقودها السيناتور جيم ريش في الكونغرس لتصنيف القوات كمنظمة إرهابية أجنبية.
أما محادثات السلام فهي قصة مختلفة، فالجيش السوداني يرفض المشاركة لطالما بقيت الإمارات ضمن مجموعة الوساطة الرباعية التي تقودها واشنطن. وتتهم الخرطوم أبو ظبي بدعم قوات الدعم السريع. وقال إدريس: “لا يمكن للإمارات أن تلعب دورين، لا يمكنها أن تكون طرفًا ووسيطًا في آن واحد”.
بإيجاز
تركيا لاعب غير مرغوب فيه، ولكن لا غنى عنه في غزة
ترفض إسرائيل ومعظم الدول العربية أي دور تركي في غزة، لكن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس قال خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل إن أنقرة “تمتلك دورًا بنّاءً لا يمكن تجاهله”. فما السبب؟
تركيا هي القوة الإقليمية الوحيدة المستعدة لتقديم أموال وجنود لدعم الأمن وإعادة الإعمار، الأمر الذي يثير قلق دول كالإمارات من طموحات أنقرة لاستعادة نفوذها الإقليمي.
جاريد في القدس
زار جاريد كوشنر، المبعوث الرئاسي وصهر الرئيس، إسرائيل يوم الاثنين للدفع نحو تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة.
ناقش كوشنر مع نتنياهو مسألة نزع سلاح حماس في القطاعوتحديد من سيتولى إعادة الإعمار والإدارة الأمنية.
أفادت رويترز أن الإمارات the UAE does not want to get involved
رفضت المشاركة في أي قوة لحفظ السلام، إلى جانب أذربيجان وإندونيسيا ودول أخرى طُلب منها ذلك.
مقال يستحق القراءة
The Wattle Iranian Women Are Winning
المعركة التي تكسبها النساء الإيرانيات” – آرش عزيزي، مجلة The Atlantic
قبل ثلاث سنوات، هزّت احتجاجات المرأة، الحياة، الحرية إيران. اليوم، لا يزال النظام قائمًا، لكنه يفقد قبضته على أجساد النساء وملابسهن – وعلى روايته للسلطة ذاتها.