التقدم يتم بتغيير السلوكيات وليس بتغيير الجنسية والجوازات

Loading

بقلم: محمد يوسف محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق وان ذكرنا في مقال سابق أن الكثيرون ينبهرون بتقدم الغربيين في إدارة وتنظيم بلادهم وتطورهم العلمي، لهذا يركض العوام وأشباه المتعلمين وراء حملة الجوازات الأجنبية، معتقدين أنهم أصبحوا عباقرة بهذه الجنسيات. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو السر وراء تقدم الغرب؟ هل هو في الجنسيات والجوازات أم في السلوكيات؟
لا احد ينكر تقدم الغربيين علينا ويمكن أن نستفيد من تجاربهم بدلاً من الخضوع لهم ولحملة جوازاتهم وعلينا أن ننظر في السلوك والتعامل العام الذي يتميزون به عنا، إنهم يتميزون بالصدق والأمانة والجدية والانضباط وهي الصفات التي ميزت الغرب عنا وجعلتهم يتقدمون علينا وإذا صادف السودانيون شخص صادق وامين ومنضبط في سلوكه يقولون عنه أنه (إنجليزي).
الغريب أن ديننا الحنيف أمرنا بالصدق والأمانة وقول كلمة الحق ولو على أنفسنا، ولكننا لا نلتزم بهذه الأوامر الربانية. بينما يلتزم الغربيون بهذه الصفات في تعاملهم، لهذا قال احدهم ذهبت للغرب فوجدت الإسلام مطبقاً ولم اجد المسلمين وعدت لوطني ووجدت المسلمين ولم اجد الإسلام مطبقاً.
الآن بعد أن أمعنا في تدمير وطننا بشكل لم يعرفه تاريخنا، وسندفع الثمن معاناة غير مسبوقة في كل شيء. ونحن نسعى لإعادة البناء بدلاً من استجلاب الأجانب للمناصب الوزارية، لماذا لا يتحلى جميعنا بالاخلاق والصدق والأمانة بداية من حارس الباب وحتى الوزير؟ لماذا لا نترك المجاملات الشخصية على حساب العمل؟
اكبر مثال للمجاملات الشخصية التي تمارس على حساب العمل في أعلى المستويات: هو صدور قرار بتعيين شخص في منصب وزاري في وزارة حيوية، ولكن الشخص لم يحضر حتي الآن بسبب ظروف مرضية. لماذا لا يتم تعيين بديل له؟ لماذا تعطل الحكومة بداية عمل وزارة حيوية تخدم 40 مليون مواطن تعني لهم الموت والحياة لمجاملة شخص واحد؟ نفهم الإنتظار لو كان قد حضر واجتمع بطاقم الوزارة ووضع خطة عمل وبدات الوزارة في تنفيذ الخطة عندها يمكن انتظار نتائج الخطة التي بدأت وليس انتظار الاشخاص!! فالوطن فوق الجميع ولا ينتظر فرد او أفراد وهذا يعكس التساهل والمجاملات الخاصة علي حساب المصلحة العامة حتي في ظل الظروف الحالية الحرجة التي تمر بها البلاد.
وطننا الحبيب لن يتقدم بجلب حملة الجوازات الأجنبية وموظفي المنظمات، بل يتقدم بأبنائه المخلصين الصادقين المرابطين بالداخل وهم أصحاب الخبرات الملمين بكل صغيرة وكبيرة في العمل، ويتقدم وطننا عندما نتحلى جميعنا بالصدق والأمانة ونقديم المصلحة العامة على المصالح الخاصة.
mohamedyousif1@yahoo.com

The post التقدم يتم بتغيير السلوكيات وليس بتغيير الجنسية والجوازات appeared first on سودانايل.