![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
كان المواطن يتوقع أن تدخل اتيام الكهرباء والمياه مع الجيش عند دخوله ولاية الجزيرة منذ سبعة اشهر لتعمل على الصيانة ليل نهار وإعادة خدمات الكهرباء والمياه لمدن الولاية بأسرع مايمكن ولكن ماحدث هو أن شركة الكهرباء لم تبدأ العمل في الخطوط إلا بعد شهور ولك ان تتخيل أن بعض الأحياء في عاصمة ولاية الجزيرة مدينة ودمدني ظلت في ظلام لستة اشهر بدون كهرباء حتي شهر يونيو 2025 اي بعد ستة أشهر من دخول الجيش، بالرغم من أن بعض الولايات أرسلت اتيام للمشاركة في اعمال الصيانة دعماً لولاية الجزيرة منذ الاسبوع الأول لتحريرها ولكن لم يستفاد منها.
ونفهم مثلاً أن المحاطات الكبرى بالولاية قد تعرضت للتخريب وسرقة الكوابل والمفاتيح ولابد من أنتظار وصول القطع البديلة ولكن اثناء هذا الإنتظار كان من الممكن أن تتم المراجعة الظاهرية وحصر المفقودات ورفع الاعمدة والاسلاك ومراجعة التوصيلات في الأحياء دون الحاجة لوجود الكهرباء ثم وضع برنامج لأولوية الصيانة بحسب تاريخ التحرير وأهمية الموقع وسهولة الصيانة بحسب المعلومات الميدانية التي جمعت. ولكن ماحدث أن الشركة لم تضع برنامج للصيانة والأولويات وأصبحت تستجيب فقط للعروض المالية التي يقدمها مواطني القرى والأحياء السكنية في المدن والأولوية في العمل لمن يدفع للأتيام حوافز ومن لايدفع يتم إهماله كما حدث في بعض أحياء مدينة ودمدني التي تم إهمالها ستة أشهر رغم أن محولاتها سليمة ولا تحتاج لتغيير، وإستمر إبتزاز المواطن وامام النقد المتكرر للحكومة اضطرت حكومة ولاية الجزيرة لدفع مبالغ كبيرة لشراء زيوت للمحولات بالرغم من أن توفير الزيوت هو من صميم مهام الشركة ومن ميزانيتها وليس من ميزانية حكومة الولاية.
و أضطر المواطنين لشراء محولات للقرى حتى تعود لهم الكهرباء في قراهم!! ثم تستولى الشركة على هذه المحولات وتعتبرها من أصولها التي تعود إليها بالربح ولا تعيد ثمنها للمواطن بخصم ثمنها من قيمة الإستهلاك الشهري للمواطنين.
وبعد كل هذا المجهود المالي الذي تحمله المواطن وصبره لعدة شهور لم ينعم بالكهرباء بل تم تطبيق برنامج قطوعات قاسي للغاية تقطع فيه الكهرباء لمدة 18 ساعة في اليوم ومن المفترض ان تتوفر لمدة 6 ساعات في اليوم حسب البرمجة التي حددتها الشركة.. ولكن حتى هذه البرمجة القاسية لم تلتزم بها الشركة ولا ينعم المواطن بالساعات القليلة المحددة بل تتخللها قطوعات متكررة لساعات ايضاَ خلال فترة الإمداد ولا تتوفر إلا لمدة ساعة واحدة او إثنين من اصل 6 ساعات معلنة في خلال 24 ساعة وربما يستمر الإنقطاع ليومين متواصلين دون كهرباء!! وعدم الإستقرار هذا تتسبب في تعطيل وتلف الأجهزة الكهربائية.
وبعد كل الأموال التي دفعها المواطن وحكومة الولاية مقابل الزيوت والمحولات لم تنعم الجزيرة بالكهرباء مثل باقي الولايات لا وفق البرمجة القاسية ولا بدون برمجة ويتكرر الإنقطاع لساعات طويلة وأيام عدة ومرة بحجة تعطل محطة مارنجان ومرة بحجة تعطل سد مروي ومرة بحجة تعطل محطة الحصاحيصا ومرة بحجة تعطل محطة ام دباكر!!
والآن لحظة كتابة هذا المقال تعيش ولاية الجزيرة في ظلام تام لليوم الثاني على التوالي وبعض مناطق الولاية تعيش في ظلال تام منذ اكثر من اسبوع بسبب تعطل محطة الحصاحيصا!!
حتي الغزاة توقفوا عن قصف المحطات وتعطيلها فهي تتعطل بشكل متكرر بدون قصف منهم ويتحقق هدفهم في حرمان المواطن من الكهرباء بشكل متكرر بسبب هذه الأعطال المتكررة للمحطة الواحدة عدة مرات، ولماذا تتكرر اعطال محطة تمت صيانتها؟ هل بسبب الجهل ام بسبب آخر؟
لو تمت صيانة هذه المحطات من أول مرة بشكل علمي سليم يحميها من الظروف الطبيعية والأحمال الزائدة لن تتعطل وسيستقر الإمداد. ولماذا لايتم تركيب الابراج الناقلة للكهرباء بطريقة مقاومة للعواصف والأحوال الجوية؟
هذه دعوة لقيادات الدولة ورئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء لسؤال شركة الكهرباء عن هذه الدوامة من الأعطال اليومية المتكررة للمحطات والتي تسبب معاناة المواطن وتستنزف اموال الدولة في وقت حرج.
بقلم : محمد يوسف محمد
mohamedyousif1@yahoo.com
The post الشركة السودانية لتعطيل الكهرباء appeared first on سودانايل.