هل الذكاء الإصطناعي هو الربوتات المعروفة؟ وهل سيؤدي إلى فناء البشرية؟

Loading

بقلم: محمد يوسف محمد
mohamedyousif1@yahoo.com
بسم الله الرحمن الرحيم
نسمع ونقرأ هذه الأيام عما يسمى بالذكاء الإصطناعي بالتزامن مع تطور روبوتات شبيهه بالبشر في الشكل فقط تخطت صناعه الروبوتات العقبه التي كانت تواجهها قبل عدة سنوات والتي كانت تتمثل في بطئ حركة الروبوتات وضعف توازنها عند السير مثل البشر وبطء سرعة إستجابتها ولكن مع التطور التكنلوجي تم حل هذه المشكلات وتغير شكل الربوتات وبدلاً من السير على عجلات كما في السابق أصبحت الروبوتات الآن ذات أرجل وأيدي مثل الإنسان وتستطيع السير وصعود السلالم والرؤية عن طريق الكاميرات المثبتة بها وأيضا التقدم في صناعة البطاريات ساهم في تطور صناعة الروبوتات وأصبحت تستطيع العمل لساعات أطول والقيام بمهام تفوق البشر سرعة ودقة وقوة وتستطيع الربوتات إعاده شحن بطارياتها بنفسها أو إستبدال البطاريات عند إقتراب نفاذ طاقتها بكل سهولة، فهل هذا التطور في صناعة الربوتات البشرية هو الذكاء الإصطناعي المعني؟ الإجابة لا ليس هذا هو الذكاء الإصطناعي المعني فصناعة هذه الآلات الشبيهة بالبشر والتي كانت تعمل وتبرمج للقيام باعمال روتينية في المصانع والمطاعم وغيرها معروف منذ سنوات طويلة ولكن الذكاء الإصطناعي المعني هو تطور الحواسيب والعقول الإلكترونية بشكل جديد يمكنها من تطوير نفسها، وحتى نقرب هذا الفهم نضرب مثال بسيط فإن الشخص عندما يفتح هاتفه بضغطه زر الطاقة وتظهر له شاشة الدخول ليكتب كلمة المرور أو رسم النمط أو وضع البصمة ثم تفتح شاشة الهاتف وتظهر الشاشة الرئيسية كما أعدها صاحب الجهاز فإن كل هذا يعتمد على المعلومات التي زود بها مبرمج المصنع الهاتف ثم الإعدادات التي زود بها المستخدم الهاتف وكل هذه المعلومات تخزن في قاعدة بيانات الهاتف ويتم قراءتها وتطبيقها عن فتح الهاتف لتحقق للمستخدم النمط والبرامج والشكل الذي يميز هاتفه عن الهواتف الأخرى ويتم حفظ كل هذه المعلومات في قاعدة بيانات الهاتف ولا يتم تجاوزها لا بزيادة ولا بالنقصان وإذا حدث شيء من هذا فهذا دليل على وجود خلل بالهاتف يجب إصلاحه فوراً.

المثال السابق هو مثال بسيط لعمل الآلات بشكلها التقليدي ولكن ما يسمى بالذكاء الإصطناعي لا يتوقف عندما حدود ما يزوده به المبرمج من معلومات ولكن يتجاوز ذلك فهو يمتلك قاعدة بيانات مفتوحة يضيف لها آلياً معلومات إضافية يتحصل عليها من التعامل اليومي والممارسة اليومية مع الناس وهو آلة تستطيع عمل المقارنة وتحليل البيانات ورصدها وإتخاذ القرارات بشكل أسرع وأوسع من الآلات العادية ويستطيع البحث في الإنترنت وقواعد البيانات والخروج بالاستنتاجات وإتخاذ قرارات جديدة غير متوقعة. وهنا تكمن الخطورة في تجاوز هذه الحواسيب حدود الأعمال المعتادة المحددة لها في قواعد البيانات فهي تستطيع القيام بالتعليم وبالتشخيص الطبي وكتابة المقالات والبحوث والترجمة وتستطيع تجاوز القيود واختراق البيانات المحصنة وتخمين كلمات المرور وتجاوز أشكال الأمان التقليدي المعمول بها، فعلى سبيل المثال يمكن للذكاء الإصطناعي تخمين عمرك أو كلمة مرور حسابك في البنك أو بريدك الإلكتروني وكل ذلك من خلال متابعة نشاطك اليومي وجمع المعلومات وتحليلها ثم التوصل لمعلومات سرية خاصة. لهذا هناك مخاوف من أن الذكاء الإصطناعي قد يصبح غير قابل للسيطرة إذا تم تطويره لدرجة عالية من الاستقلالية والتعلم الذاتي وهذا طبعاً يكشف لك حجم الأخطار المحتملة التي يمكن أن تحدثها هذه الآلات اذا خرجت عن السيطرة ولك أن تتخيل ما يمكن أن تحدثه من دمار للبشرية إذا إستخدمت في مجال الحروب ثم خرجت عن السيطرة لهذا لابد من وضع ضوابط ومعايير أخلاقية يلتزم بها المبرمجون لضمان استخدام الذكاء الإصطناعي بطريقة آمنة ومفيدة للبشرية فالفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي، مثل تحسين الرعاية الصحية والتعليم، وتطور الخدمات تفوق المخاطر المحتملة إذا تم الإلتزام بالضوابط الأخلاقية.

هناك جانب آخر يهدد الحياة البشرية فهذه الآلات تستطيع القيام بالأعمال التي يقوم بها البشر وتتفوق في السرعة والكفاءة وهذا يجعلها يجعلها منافس قوي للإنسان في سوق العمل وستستغني الحكومات والمصانع والشركات عن توظيف البشر وستقوم بإستخدام هذه الآلات التي لا تحتاج لمرتبات ولا تتعب من العمل ولاتتضجر ولا تطالب بحقوق أو مرتبات فهي فقط تحتاج للصيانة عند الضرورة وتزويدها بالطاقة الكهربائية ولك أن تتخيل واذا زودت هذه المنشات التي تعتمد على هذه الآلات بالطاقه الشمسية سيكون عمل هذه الآلات في المصانع والشركات والمكاتب عمل بالمجان بدون أي تكاليف مادية لتسيير العمل، وبالفعل إستغنت عدد من شركات التكنلوجيا الكبيرة عن نسب متفاوتة من العمالة وتم تسريحها مثل شركة ميتا مالكة الواتساب والفيسبوك وشركة قوقل ومايكروسوفت وأي بى أم وعدد آخر من الشركات العالمية الكبري وإذا إستمر هذا الشكل في كل الشركات والدول وتم توظيف هذه الآلات كبديل للإنسان فهذا سيخلق خلل كبير في الحياة وسيتسبب في فناء الجنس البشري الذي بنيت حياته على إحتياج الأشخاص بعضهم لبعض ولكن إذا فقد ملايين البشر عملهم فمن أين سينفقون على ضروريات حياتهم وطعامهم وشرابهم وشراء ما يحتاجونه من ضروريات؟ حتماً سيقود هذا الى خلل كبير في المجتمعات البشرية وفناء الجنس البشري.

The post هل الذكاء الإصطناعي هو الربوتات المعروفة؟ وهل سيؤدي إلى فناء البشرية؟ appeared first on سودانايل.