لقد سافرنا عبر آلة الزمان للعصر الحجري.. فهل هناك من يعرف كيف يعيدنا للقرن الحادي والعشرون؟

Loading

بقلم: محمد يوسف محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
(إيلون ماسك) أغني رجل في العالم ولد في جنوب إفريقيا عام 1971 ويحمل الجنسية الأمريكية والكندية وهو مخترع ومؤسس شركة (سبيس إكس) وبسبب إسمه الغريب الذي يعني (قناع الكائن الفضائي) قام بمداعبة من حوله وقال لهم إن عمره ثلاثة ألف عام وأنه قادم من الفضاء سافر عبر آلة الزمان ويحاول العودة الآن لوطنه في الفضاء.

هذه المزحة التي قالها إيلون ماسك نحن نعيشها الآن واقع ولكن طبعاً بشكل معكوس فقد تعودنا دائماً أن نتصرف عكس العالم ونفكر عكس العالم. فعندما ننظر حولنا نشعر أننا سافرنا عبر الزمان ولكن عكس إيلون ماسك الذي سافر للأمام فنحن سافرنا للوراء لنعيش في مدن ومجتمعات العصر الحجري حيث لا خدمات كهرباء ولا مياه ولا رعاية صحية ولا تعليم ولا أمن!! وقبل أن نعود للوراء كنا نعيش في بلاد كانت فيها خدمات الكهرباء والمياه والإتصالات متوفرة وخدمات الصحة والتعليم وكل ضروريات الحياة في متناول الجميع لقد كنا نعيش في قدر من الرفاهية مقارنة بالوضع الحالي وكنت شخصياً أمتلك جهاز كمبيوتر وهاتف ذكي وأتقاضى مرتب يكفيني ضروريات الحياة وكنت أتناول اللحوم في طعامي وكنت أستطيع شراء أدوية الأمراض المزمنة وسداد فواتير خدمات الإنترنت والإتصالات بسهولة.
فجاة قررت كائنات فضائية شريرة كانت تعيش بيننا متخفية قررت أن تسافر بنا عبر الزمان ولأنها شريرة فقد قررت أن تعيدنا للوراء للعصر الحجري وفعلت هذا دون إرادتنا وحتى دون أن تدخلنا آلة الزمان ربما فعلته عن طريق نشر أشعة خفية في سماء السودان.
قامت هذه الكائنات الفضائية الشريرة بإدارة آلة السفر عبر الزمان التي شاهدتا آثارها وسمعناها تعمل وتصدر أصوات إنفجارات مرعبة، (وشفنا شعاع كما يقول الشماسة).
ورأينا الكائنات الفضائية الغريبة قد إنتشرت في المدن بأشكالها وملابسها الغريبة وتغير كل شيء حولنا. وجدنا أنفسنا نعيش في العصر الحجري حيث لا يعرف الناس خدمات الكهرباء أو المياه أو الإتصالات أو الصحة أو التعليم!!
كل شيء توقف لا توجد خدمات ولا مستشفيات ولا مدارس ولا مرافق حكومية وجدنا أنفسنا نعيش قانون الغاب ويتعرض الناس للقتل والسلب والنهب نهاراً و القوي يأكل الضعيف دون رحمة أو خوف.
كنا نحمل الأواني وننقل المياه من الآبار البعيدة ونقطع الأشجار لطهو الطعام وجدنا أنفسنا في مدن لاتعرف شيء عن الغاز أو الكهرباء، نطهو الطعام الذي كان يتكون من البدائيات فلا لحوم فيه ولا حتى الخبز الذي يشكل أساس لكل وجبة لم يكن موجوداً في العصر الحجري الذي نعيشه ولازلنا نعيشه حتى الآن، فالآن الراتب الشهري لايكفي لمجرد شراء الخبز وفكرة إمتلاك هاتف جوال ذكي أو جهاز كمبيوتر اصبحت مستحيلة في ظل راتب لايكفي لشراء وجبه واحدة في اليوم وقيمة الهاتف الذكي أصبحت تعادل راتب عام كامل.
حتي خدمات الإتصالات مع الضعف والسوء بعد عودتها فإن الراتب الشهري بالكامل لايكفي لتنشيط خدمة إتصال وإنترنت للفرد.

وحال هذه الشبكات في الضعف يذكرني الحال قبل ثلاثون عاماً عند بداية دخول خدمة الإنترنت في السودان عندما كنت أكتب عنوان الموقع الإلكتروني في متصفح الإنترنت في جهاز الكمبيوتر وأذهب لتناول الإفطار وعندما أعود أجد أن الموقع الإلكتروني لازال قيد التحميل.
حتى الشعور بالأمن أصبح حلم معدوم ليلاً ونهاراً وفي كل مكان حتي في قلب الأسواق هناك من يتجولون وهم يحملون الأسلحة البيضاء والحمراء لممارسة النهب تحت تهديد السلاح.

في هذا العصر الحجري الذي نعيشه لم يعد التعليم من الخدمات الأساسية المجانية المتوفرة لكل مواطن بل أصبحت كثير من الأسر تشعر أن التعليم أصبح حلم ورفاهية متقدمة لا تستطيع الحصول عليها لعجزها عن سداد المصروفات المدرسية.

لقد سافرت بناء الكائنات الفضائية الشريرة عبر آلة الزمان وعدنا للعصر الحجري دون أن نرى هذه الآلة ولا أن نعرف أين مكانها فقط شاهدنا آثارها علينا وعلى المدن التي نعيش فيها وأصبحنا تأئهين في هذا العصر الحجرى الذي نعيشه لا نستطيع التأقلم معه ونحلم بأن نعود للقرن الواحد والعشرين الذي كنا نعيش فيه فهل هناك من يعرف مكان آلة السفر عبر الزمان هذه وكيف يتم تشغيلها كي يعيدنا للزمان الذي كنا نعيش فيه؟
mohamedyousif1@yahoo.com

The post لقد سافرنا عبر آلة الزمان للعصر الحجري.. فهل هناك من يعرف كيف يعيدنا للقرن الحادي والعشرون؟ appeared first on سودانايل.