![]()
بقلم: محمد يوسف محمد
mohamedyousif1@yahoo.com
بسم الله الرحمن الرحيم
لازلنا نكرر في بداية كل مقال أننا نعيش في بلد غني بالموارد والثروات ولكن لا نحسن إدارتها ونبددها ولا نتركها للأجيال القادمة كي تحسن إستخدامها.
المليون ميل مربع فرطنا فيها وقسمناها ومياه الأنهار تنازلنا عنها ودافعنا عن سد الأحباش في وجه المصريين دون أن نعي أن السد يهدد أمننا المائي ويهددنا بالغرق وعطش الإنسان والحيوان والزراعة.
وبعد هذه المقدمة نريد أن نسال ماذا لو أنك كنت تمتلك متجر مليئ بالبضائع وسلمته لشخص ليديره وعند الجرد في نهاية كل شهر تجد أنك تتعرض للخسائر بينما المتاجر حولك تحقق الأرباح وتتقدم وتتوسع ويحدثك الشخص الذي سلمته المتجر عن مؤامرات يتعرض لها لسرقة الأموال والبضائع.
هل السبب هو فشل هذا الشخص في إدارة المتجر ولا يستطيع حماية اموالك وبضائعك من المؤامرات مثل بقية المتاجر أم أن السبب من المتآمرين؟
بالتاكيد أن أول ما تفكر فيه أن هذا الشخص يكلفك منصرفات لكنه لا يقوم بواجبه في إدارة متجرك بالشكل الصحيح الذي يحقق القائدة لك.
هذا بالضبط ما يحدث لشعب السودان الذي ظل يعيش تراجع مستمر للوطن ويسمع قصص متنوعة عن التآمر ويخرج إليه المسؤلون ليخبروه أن الدولة الفلانية تآمرت عليه ونهبت ثرواته وان الدولة العلانية تآمرت عليه وقسمت أرضه وأن دولة ثالثة أشعلت الحرب ودمرت بلاده!!
ما فائدة وجود حكومات ووزراء كانوا يعملون في منظمات الامم المتحدة ويحملون جنسيات أجنبية وشهادات عليا ويصرفرن مرتبات ومخصصات ومليارات وسفريات إسبوعية للخارج إذا كان السودان يعيش في حالة مؤامرة دائمة ونهب دائم لثرواته وتراجع مستمر في كل المجالات؟
أليس دور الحكومات والأجهزة المختلفة هي حماية المواطن وأرضه وممتلكاته وثروات الوطن من المؤامرات ومن أي طامع فيها ومن أي متآمر عليها؟
لماذا تنجح حكومات الدول الأخري في حماية أوطانها من المؤامرات وتتقدم علينا بينما نعيش نحن في حالة عجز دائم ودوامة مؤامرات؟
أعتقد أن أي مسؤل يخرج ليحدث الناس عن مؤامرات أو طابور خامس أو عملاء او غيرها من القصص فهذا دليل على فشله في مهمته ويجب عليه التنحي ويتيح الفرصة للشعب ليختار القوي الأمين الذي يستطيع حماية الوطن والتصدى للمؤامرات.
هذا الشعب هو الضحية الأولى التي تدفع ثمن هذه المؤامرات ومن حق هذا الشعب أن يختار من يسلمه أمانة التكليف عبر صناديق الإنتخابات ويتحمل الشعب بعد ذلك مسؤلية إختياره في حالة نجاح المنتخب أو فشله. ولكن ما ظل يحدث في السودان بشكل دائم أن هناك أشخاص ومجموعات تفرض نفسها علي الشعب بالإنقلابات والتحالفات دون تفويض من الشعب كحكام غير منتخبين ثم يتحمل الشعب تبعات فشلهم ويلقون اللوم على المؤامرات ويصارعون طواحين الهواء ولا يملون من سرد قصص المؤامرات هذه. أي مؤامرة تدل على ضعف قدرات من تعرض لها ولو كان يتمتع بالقدر الكافي من الوعي والذكاء كان سيستطيع إستشعار أي مؤامرة قبل بدايتها ويقوم بإحباطها ولكن الوقوع المستمر في أي مؤامرة ماذا يعني؟
ماذا لو مان لك إبنان وعندما ترسل أحدهما لشراء أشياء من الخارج ويعود لك دون إنجاز المهمة ويحكي لك قصص عن مؤامرات تعرض لها في الخارج وضاع منه المال، وعندما ترسل الإبن الآخر يعود لك وقد أحضر لك ما تريد فمن تراك سترسل؟
The post لقد مللنا من الفشل الدائم وقصص المؤامرات appeared first on سودانايل.