![]()

محمد الحسن محمد نور في مشهد غير متوقّع، انتصبت إسرائيل على خشبة المسرح الدولي، وأعلنت اعترافها بجمهورية أرض الصومال، في خطوة بدت للوهلة الأولى وكأنها انقلاب على منطق التاريخ السياسي للمنطقة. وقد صرّح مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن القرار “يأتي بروح اتفاقيات أبراهام”، في محاولة واضحة لإدراجه ضمن مسار التطبيع الإقليمي الذي أطلقته إدارة دونالد ترامب. قوبل القرار باستنكار واسع من الدول العربية والإسلامية، ومن منظمات إقليمية ودولية، اعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المنطقة، مع تحذيرات صريحة من إمكانية توظيف الإقليم كوجهة محتملة لخطط “تهجير” الفلسطينيين من قطاع غزة. وهذه الردود، في جوهرها، تبدو طبيعية عند النظر إلى طبيعة نشأة إسرائيل ذاتها، ودورها الوظيفي المستمر في الإقليم. فإسرائيل، التي أُنشئت فى العام 1948بموجب وعد بلفور عام 1917 — ذلك الوعد الشهير الذى أطلق عليه “ عطاء مَن لا يملك، لِمَن لا يستحق” — ما تزال، حتى اليوم، تخوض معركة شرسة لفرض شرعيتها الدولية، مستندة إلى الدعم الأمريكي غير المحدود. ومن هنا تبرز المفارقة: فكيف لكيان لا يزال يبحث عن اعتراف كامل بشرعيته، أن ينتقل اليوم إلى موقع يمكنه من “الاعتراف” بكيانات أخرى. لفهم هذه الخطوة، لا بد من التوقف عند الموقف الأمريكي، وتحديدًا تصريحات الرئيس دونالد ترامب، التي شكّلت مفتاح القراءة الحقيقي للمشهد. فقد سارع …
The post هل بلغت إسرائيل مرحلة منح الاعتراف للآخرين؟ appeared first on سودان تربيون.