![]()
الخميس 11 ديسمبر، 2025
مرحبًا بكم مجددا في نشرة MBN الخاصة بإيران
في هذا العدد، نتابع جبهة جديدة في الحرب الإعلامية بين إيران وإسرائيل، ونستعرض مستجدات الخلاف حول الجزر الخليجية الثلاث، ونتعقّب رحلة مجموعة من الإيرانيين الذين رُحّلوا من الولايات المتحدة إلى طهران.
سنتوقف أيضاً عند قصة طريفة: كيف انتهى الأمر بمنتخبي إيران ومصر إلى مباراة كرة قدم خاصة بمجتمع الميم، ولماذا ترى دراسة من 300 صفحة أنّ إيران “تشبه… آيسلندا” إلى حدٍّ ما.
هذه خدمة جديدة من شبكة الشرق الأوسط للإرسال (MBN)، المنصة الإعلامية العربية الأولى الموجّهة إلى المنطقة ومن أجلها. يمكنكم التواصل معي عبر:
ailves@mbn-news.com
وإذا وصلكم هذا البريد من صديق، يمكنكم الاشتراك عبر الرابط. ويمكنم تصفح النسخة الانجليزية من النشرة هنا.
إقتباس الاسبوع:
“نصيحتنا لجيراننا ألّا يختبروا إرادة الشعب الإيراني في الدفاع عن وحدة أراضيه وجزر الخليج الفارسي التي هي جزء من إيران”.
— محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني
أبرز الأخبار
“شالوم من طهران”
هذه هي الرسالة الجديدة التي تبثّها الجمهورية الإسلامية للإسرائيليين، عبر خدمة أطلقتها قناة (برس) الحكومية باللغة العبرية — حالياً على منصة X وتلغرام ، “مع إطلاق موقع إلكتروني قريباً“. أحمد نوروزي، رئيس “الهيئة العالمية” في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRIB)، كتب على X، من دون أن يشعر بأن مفارقة ساخرة في كلامه: “خلال الحرب مع إيران فرض النظام الإسرائيلي أعلى مستويات الرقابة على الإعلام العبري… إنه يخشى الحقيقة. @PresstvHebrew سيكشف الحقائق”.
هذه الخطوة تمثّل جبهة جديدة في الحرب الإعلامية الطويلة والمتعددة اللغات التي تخوضها طهران. فبدلاً من الحديث عن الإسرائيليين، تريد إيران الآن مخاطبتهم مباشرةً بالعبرية. تقول هيئة البث IRIB إنها تبث دولياً بأكثر من 30 لغة، من ضمنها الإنجليزية والعربية، فضلاً عن لغات آسيوية وإفريقية وأوروبية، وصولاً إلى الألبانية والبوسنية والهوسا.
ولطالما سعت إيران — منذ عهد الشاه — إلى إيصال روايتها إلى الخارج، وتوسيع دائرة المتعاطفين معها.
تقرير تحليلي للمجلس الأطلسي يرى أنّ “السيطرة المعلوماتية” باتت أولوية لطهران التي تعتبر نفسها في “حرب معلومات دائمة” مع القوى العربية السنية، والغرب، والولايات المتحدة. ومع انتشار المنصّات الرقمية، أصبح تنفيذ هذه الطموحات أقل كلفة.
منذ عام 2010، يدير أفراد رسميون وشبه رسميين في إيران شبكات حسابات مزيفة على X وفيسبوك تُقدَّم كأنها منابر محلية هدفها بث وترويج روايات مؤيدة لطهران. أمّا الخدمة العبرية الجديدة فهي مصممة منذ البداية لتكون “اجتماعية أولاً” — فيديوهات قصيرة ورسائل قابلة للمشاركة.
حتى الآن، حساب الخدمة الجديدة على منصة X لديه أقل من 900 متابع. أما حساب “إسرائيل بالفارسية” على إنستغرام، والذي لديه 2.1 مليون متابع، فكتب ساخرا:
“Press TV” بالعبرية؟ يا لروعة الأيام القادمة. شكراً

الصورة من رويترز
الجزر الثلاث وحقل غاز الدرة
اختُتمت في البحرين أعمال القمة الـ46 لمجلس التعاون الخليجي. البيان الختامي وصف الوجود الإيراني في الجزر الثلاث — طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى — بأنه “احتلال”، كما دعم الموقف السعودي-الكويتي بشأن حقل الغاز البحري الدرة أو آرش بالفارسية.
تسيطر إيران على الجزر منذ سبعينيات القرن الماضي. الإمارات تعتبر ذلك احتلالاً لجزرها وتضغط منذ سنوات لتثبيت موقفها عبر مجلس التعاون والمجتمع الدولي. أما حقل غاز الدرة فهو حقل غاز في شمال الخليج تتقاطع حدوده بين المنطقة المحايدة السعودية-الكويتية والمياه التي تقول إيران إنها جزء من منطقتها الاقتصادية. البيان الخليجي هذه المرة كان أوضح وأشد لهجة:
– الجزر “جزء لا يتجزأ من الإمارات”
– “كل الإجراءات الإيرانية باطلة ولاغية”
– لا يحق لأي طرف آخر “المطالبة بحقل الدرة”
قالت مراسلة (MBN) سكينة المشيخص في مقالتها التحليلية بأن الخليج “رفع السقف” في ملفيّ السيادة والجزر، مع توظيف لغة قانون البحار لإظهار إيران خارج الأعراف الدولية. ومنذ القمّة، كثّف الأمين العام لمجلس التعاون والدول الأعضاء مواقفهم، فأصدروا هذا الأسبوع بيانات أدانوا فيها تصريحات القادة الإيرانيين باعتبارها “ادعاءات زائفة” تمسّ حقوق الإمارات والبحرين والسعودية والكويت.
وجاء الرد الإيراني على مسارين. أولاً، استخدمت طهران القنوات الدبلوماسية لرفض بيان مجلس التعاون بوصفه “ادعاءات لا أساس لها”، وكرّرت الحديث عن “حقوق تاريخية” في حقل الدُّرة، محذّرة جيرانها من تجاوز “الخطوط الحمراء” الإيرانية، مع دعوة الكويت إلى محادثات ثنائية تُهمّش إطار مجلس التعاون. وتؤكد إيران أن نحو 40 إلى 45 في المئة من الحقل يقع في مياهها الاقليمية، وأن أي اتفاق سعودي–كويتي لتطويره من دون موافقتها يُعدّ باطلاً. وصعّد رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف لهجته، متهماً مجلس التعاون بترديد “ادعاءات سخيفة لا أساس لها تُشجّع عليها أطراف خارجية”، ومحذّراً العواصم الخليجية من “اختبار إرادة الشعب الإيراني”.
ثانياً، ردّت إيران عسكرياً. ففي الفترة نفسها، نفّذت قوات البحرية في الحرس الثوري مناورة استمرت يومين في مضيق هرمز وخليج عُمان، أطلقت خلالها وابلاً من صواريخ كروز وأكثر من 300 صاروخ باليستي على أهداف بحرية وهمية، في ما وصفه قادة إيران بأنه رسالة في وجه “التهديدات الأجنبية”. وأظهرت تسجيلات مصوّرة سقوط الصواريخ في مياه الخليج، فيما شدّد ضباط الحرس الثوري على جاهزيتهم لإغلاق الممرات البحرية الحيوية أو تهديدها عند الضرورة.
وتُظهر التغطية الاعلامية في وسائل إعلام خليجية مثل “كونا” و”سعودي غازيت” و”نيوز أوف بحرين” أن ملف حقل غاز الدُّرة والجزر بات جزءاً من رواية أوسع مفادها أن إيران تختبر سيادة الخليج من البحرين إلى الكويت. في المقابل، تبرز وسائل الإعلام الإيرانية الناطقة بالفارسية الغموض القانوني للحدود البحرية، وتعرض مناورات الحرس الثوري كخطوات دفاعية، مع تضخيم أصوات متشددة تحذّر من أن “اصطفاف” دول الخليج مع واشنطن والرياض ستكون له كلفة. وهكذا، أصبحت النزاعات القديمة على صخور وحقول غاز متشابكة اليوم مع مناورات صاروخية حيّة وتوترات ما بعد الحرب بين إيران وإسرائيل، ما يضيّق هامش التفاهمات الفنية الهادئة ويزيد دوافع الطرفين لإظهار أنهما لن يتراجعا.
واللافت أن الخرائط والمعاهدات الدولية استخدمت في الغالب مصطلح “الخليج الفارسي” تاريخياً، ولا يزال هذا هو المصطلح المعتمد لدى الأمم المتحدة ومعظم الهيئات الدولية. لكن عدداً من الحكومات العربية روّج، منذ ستينيات القرن الماضي، لمصطلح “الخليج العربي”، وتستخدمه اليوم دول خليجية كثيرة رسمياً، أو تكتفي بقول “الخليج”.
هل النزاعات على جزر صغيرة تسبب فرقاً بالفعل؟ كجزر فوكلاندن هل من مجيب على هذا السؤال؟
العودة إلى طهران: رحلات الترحيل من الولايات المتحدة
يوم الأحد، غادرت طائرة مستأجرة مركز احتجاز تابعاً لسلطات الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في أريزونا، وعلى متنها روس ومواطنون من دول عربية وأكثر من خمسين إيرانياً. نزل الركاب الروس والعرب في القاهرة، ومنها واصل الإيرانيون رحلتهم إلى طهران عبر الكويت.
وجاءت هذه الرحلة عقب طائرة مماثلة أقلّت مُرحَّلين إيرانيين في أواخر سبتمبر من هذا العام، بعد اتفاق بين واشنطن وطهران على استئناف الإعادات القسرية. ويتحدث مسؤولون في العاصمتين عن احتمال ترحيل “ما يصل إلى 400” شخص في نهاية المطاف.
وبعد سنوات اعتُبرت إيران دولة “غير متعاونة” في ملف الترحيل، وتوصّلت إدارة ترامب في أواخر سبتمبر إلى تفاهم مع طهران لاستئناف رحلات ترحيل الإيرانيين الصادر بحقهم أوامر ترحيل نهائية. وتقول الوكالات الأميركية إن الركاب هم ممّن تجاوزوا مدة الإقامة، أو خسروا قضايا لجوء، أو لديهم سوابق جنائية، وتعرض هذه الرحلات باعتبارها تطبيقاً روتينياً لقانون الهجرة. وعلى خلاف الماضي، حين كانت الولايات المتحدة ترحّل الإيرانيين فردياً على متن رحلات تجارية، تتضمن المرحلة الحالية رحلات مستأجرة مخصصة لهم.
وبحسب موقع “رويداد24” المحسوب على التيار الإصلاحي، قال مجتبى شستي كريمي، مدير الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية الإيرانية، إن أفراد المجموعة أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى إيران “بسبب السياسات العنصرية والمعادية للهجرة التي تنتهجها الحكومة الأميركية”، مضيفاً أن طهران تلقت تقارير عن “معاملة لاإنسانية” لإيرانيين في مراكز احتجاز تابعة لسلطات ICE.
لكن رواية مختلفة عن “المعاملة اللاإنسانية” أوردتها إذاعة “بي بي سي“، نقلاً عن رجل دين من منظمة فرنسيسكانية تُقدّم دعماً للمهاجرين. وقال إن اتصالاته داخل مركز احتجاز في ولاية أريزونا أفادته بأن من بين المُرحَّلين “معتنقين للمسيحية”، وأن بعض المحتجزين “عرّفوا عن أنفسهم بأنهم من مجتمع الميم”. ووفق صحيفة “نيويورك تايمز“، تعرّض بعض ركاب رحلة سبتمبر لسوء معاملة عند عودتهم إلى إيران.
ثلاثة بثلاثة : لقطات من الصحافة الايرانية
في هذا القسم، أستعرض أبرز القصص اللافتة التي نشرتها وسائل إعلام ناطقة بالفارسية خلال الأسبوع الماضي.

الصورة من رويترز
الدولار: جنرال الاقتصاد الإيراني!
هذا هو عنوان مقال رأي في صحيفة الأعمال اليومية مناغسات إيران، الذي يصف الدولار الأميركي بأنه “جنرال الاقتصاد الإيراني”، مشيراً إلى أن سعر الصرف يتحكم فعلياً بالأسعار والتوقعات والمزاج العام. ويقول الكاتب إن “الاقتصاد الإيراني بحاجة إلى تحول هيكلي عميق للتحرر من سيطرة “الجنرال دولار”. وعلى الرغم من أن هذا الطريق صعب وطويل، إلا أنه يمكن تحقيقه من خلال تنفيذ إصلاحات حقيقية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والدولية.
“الإنترنت الأبيض” وفجوة الثقة
في افتتاحية بعنوان “إلغاء ‘الإنترنت الغير مفلتر” لاستعادة ثقة الجمهور، تقول صحيفة الإصلاحات اعتماد بأن خطة الحكومة الأخيرة لإنشاء إنترنت “نظيف” متعدد المستويات لمستخدمين محددين تزيد من الانقسام داخل المجتمع بدلاً من معالجته. يشير مصطلح “الإنترنت الأبيض” هنا إلى الوصول المتميز وغير المفلتر الذي يُمنح لمسؤولين ومؤسسات مختارة داخل إيران، على عكس الإنترنت المفلتر والمقيد المتاح للجمهور العام. ويقول الكاتب إنه، بالإضافة إلى سنوات من الفلترة وتقييد السرعة، يحوّل إنشاء مسار سريع مميز للمطلعين الوصول إلى أداة إضافية للهرمية السياسية.
الحجاب كخيار للموضة
في مقال بعنوان “عندما يصبح الحجاب موضة: النصر من خلال التجارة أم من خلال الإيمان؟”، تقدم صحيفة جهان‑بانو المحافظة والمؤيدة للجمهورية الإسلامية حجة مفادها أن الحجاب المعاصر في إيران يتشكل بشكل متزايد من تفاعل الأسواق ووسائل الإعلام والأطر الثقافية، وليس من التديّن الفردي فقط. يصف الكاتب كيف تحوّل اتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرون قواعد اللباس إلى صناعة مربحة تُسوَّق فيها “موضة الحجاب” وغيرها من معايير الجمال، بينما تبقى العلامات الدينية الأعمق مثل الإيمان والكسب الحلال والصلاة والأخلاقيات المهنية غير مرئية إلى حد كبير. ويحذّر المقال من أن هذه السوقنة قد تزعزع شعور المرأة بهويتها، ويشير إلى أن الحظر والقمع غير فعّالين، داعياً بدلاً من ذلك إلى إنتاج ثقافي جذاب وسياسات أكثر ذكاءً و”منتجات بديلة” عالية الجودة تدعم خيارات مطّلعة وطوعية بحيث يصبح الحجاب جزءاً من أسلوب حياة أوسع وأخلاقي أكثر.
وقائع غير متوقعة
إيران ومصر ومباراة كرة قدم لمجتمع الميم: حوّلت مباراة “برايد ماتش” ضمن كأس العالم 2026 في سياتل مواجهة جماعية روتينية إلى اختبار جيوسياسي. كان منظمو الحدث قد خصّصوا منذ وقت طويل يوم 26 يونيو في ملعب لومين للاحتفال بمجتمعات الميم، قبل أن يسفر السحب بشكل عشوائي عن مواجهة بين إيران ومصر.
تجرّم كلا البلدين العلاقات الجنسية المثلية، وفي إيران قد تصل العقوبة إلى الإعدام. تؤكد لجنة استضافة سياتل أن تسمية المباراة بـ”برايد ماتش” هي مبادرة محلية بالكامل وليست تصنيفاً من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وأن المباراة ستُقام مع عروض فنية مستوحاة من قوس قزح وفعاليات جماهيرية ورسائل حول الشمولية. وردّ الاتحاد الإيراني لكرة القدم ووسائل إعلام فارسية محافظة مثل “تابناك” بالتأكيد على أن تسمية المباراة لم تُطلق بموافقة الفيفا.
اطلعوا على الأعمال النهائية في مسابقة تصميم المباراة.
يشتركون بالحرف الأول: تقول دراسة جديدة بعنوان “أليس من المدهش أن أيسلندا وإيران تتمتعان بأعلى درجة تشابه في هجرة الخبراء؟” إن إيران وأيسلندا تمتلكان “مؤشر تشابه ثنائي بنسبة 52.1٪”. وتوضح الدراسة أن الدبلوماسيين والمديرين التنفيذيين من ريكيافيك وطهران لديهم نقاط مشتركة أكثر مما يظنون، عبر 40 بُعداً تمتد من التجارة إلى الثقافة.
مشروع (Bilateral Navigator) هو استشاري قائم على البيانات، يحسب درجة تشابه واحدة لأي دولتين عن طريق تجميع عشرات المؤشرات المماثلة، ثم يصدر كتيبات أنيقة عن ثنائيات الدول بناءً على هذه الترتيبات. كما يعرض الموقع صوراً لرئيسة أيسلندا ورئيسة وزرائها ووزيرة خارجيتها، جميعهن نساء، إضافة إلى صور المرشد الأعلى الإيراني ورئيس إيران ووزير خارجيته، جميعهم ذكور.
من المفترض أن أحد أسباب نسبة الاختلاف 47.9٪ يعود إلى أن آخر إعدام على أرض أيسلندا كان عام 1830، بينما نفذت إيران أكثر من 1000 حكم إعدام في عام 2025 وحده.