![]()
أعلنت جماعة القوات الشعبية في غزة، الخميس، مقتل قائدها ياسر أبو شباب نافية التقارير التي تحدثت عن قتله على أيدي عناصر من حماس، أو تعرضه للضرب المبرح حتى الموت.
وكتبت الجماعة على صفحتها في فيسبوك أن أبو شباب قتل إثر إصابته بعيار ناري “أثناء تواجده في الميدان في محاولة لفض النزاع بين أبناء عائلة أبو سنيمة” التي تنتمي لعشيرة الترابين التي ينتمي إليها أبو شباب. وأضافت: “لا صحة لأي من الأنباء المضللة التي تدعي بأنه قتل علي يد عناصر حماس”.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أفادت في وقت سابق بوفاة أبو شباب أبرز زعماء العشائر المناهضة لحركة حماس في غزة، ما قد يوجه ضربة لجهود إسرائيل الخاصة بدعم العشائر الفلسطينية لمواجهة حماس.
ونقلت “تايمز أوف إسرئايل” عن مصادر دفاعية إسرائيلية القول إن أبو شباب قُتل فيما وصفته بـ”اشتباك داخلي” – أي ليس مع حماس – في جنوب قطاع غزة. ونُقل أبو شباب إلى مستشفى في إسرائيل، حيث توفي متأثرا بجراحه، وفقا للمصادر.
كذلك نقل موقع “واينت” الإخباري عن مصدر رفيع المستوى داخل الميليشيا، قوله إن شجارا اندلع بين عائلات ومجموعات داخل الميليشيا، وتفاقم حتى إطلاق نار، وعندها قُتل أبو شباب. وأضاف “واينت” لاحقًا نقلا عن مسؤول أمني إسرائيلي القول إنه تعرض للضرب حتى الموت في إطار جدال حول التعاون مع إسرائيل.
وقاد أبو شباب، الذي كان زعيم عشيرة بدوية وتمركز في رفح الواقعة حاليا تحت سيطرة إسرائيل في جنوب غزة، أبرز المجموعات الصغيرة المناهضة لحماس والتي ظهرت في غزة خلال الحرب التي بدأت قبل أكثر من عامين.
ينتمي أبو شباب، المولود في رفح في عام 1990، لعشيرة الترابين المعروفة في غزة.
وقبل توليه زعامة جماعة القوات الشعبية، كان ابو شباب مسجونا في غزة بتهم جنائية تصل عقوبتها لـ25 عاما، قبل أن يتمكن من الفرار من السجن بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023.
وستعطي وفاته دفعة قوية لحماس التي اتهمته بالتعاون مع إسرائيل، وأمرت مقاتليها بقتله أو أسره.
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يونيو بأن إسرائيل تسلح العشائر المناهضة لحماس. ولم تعلن إسرائيل سوى عن تفاصيل قليلة أخرى عن هذه السياسة منذ ذلك الحين.
وتواصل جماعة أبو شباب عملياتها في المناطق التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أميركية في أكتوبر.
ونشرت الجماعة مقطعا مصورا في 18 نوفمبر يظهر فيه عشرات المقاتلين وهم يتلقون أوامر من نائب أبو شباب بشن حملة أمنية “لتوفير بيئة خالية من التهديدات المتطرفة”، في إشارة واضحة إلى مقاتلي حماس الذين يعتقد أنهم متحصنون هناك.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان)، عن مصدر أمني خبر وفاة أبو شباب.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلا عن مصدر أمني أيضا، بأن أبو شباب توفي في مستشفى سوروكا بجنوب إسرائيل متأثرا بجروح لم تحددها، لكن المستشفى سرعان ما نفى دخوله إليه. ولم يكشف الخبر عن موعد وفاته أو طبيعة ما يقال إنها جروح.
واتبعت إسرائيل سياسة دعم العشائر المناهضة لحماس في الوقت الذي كانت تكثف فيه الهجوم على الحركة في غزة لإنهاء سيطرتها على القطاع بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وفي يوليو الماضي، قال أبو شباب، في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال إن جماعته أنشأت إدارة خاصة بها في منطقة رفح وطلب الدعم الأميركي والعربي في الاعتراف بها ودعمها.
ونفت جماعة أبو شباب تلقيها أي دعم من إسرائيل.
وقال نتنياهو في يونيو إن دعم إسرائيل لعشائر في غزة كان أمرا جيدا أنقذ أرواح جنود إسرائيليين.
لكن بعض الإسرائيليين انتقدوا هذه السياسة، وقالوا إن مثل هذه الجماعات لا يمكن أن تكون بديلا حقيقيا لحماس التي تسيطر على غزة منذ عام 2007.
وقال مايكل ميلشتاين، وهو ضابط سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية يعمل بمركز موشيه ديان في تل أبيب، لرويترز “كان الأمر واضحا، سواء قتلته حماس أو راح في اقتتال داخلي بين العشائر، كان من الواضح أن الأمر سينتهي على هذا النحو”.
وظهرت عدة جماعات أخرى مناهضة لحماس في مناطق تسيطر عليها إسرائيل بغزة. وقالت المحللة السياسية الفلسطينية ريهام عودة إن مقتل أبو شباب سيثير شكوكا بينهم في “قدرتهم على تحدي حماس”.
وتنص خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة على نزع سلاح حماس وخضوع القطاع لإدارة سلطة انتقالية مدعومة بقوة استقرار متعددة الجنسيات، لكن المضي في تنفيذ الخطة بطيء على ما يبدو مع رفض حماس حتى الآن تسليم سلاحها وغياب أي بوادر اتفاق على تشكيل القوة الدولية.
واتهمت حماس جماعة أبو الشباب بنهب شاحنات مساعدات الأمم المتحدة خلال الحرب. ونفت الجماعة ذلك، وقالت إنها كانت تحمي المساعدات.