هجوم كورمور.. بغداد تحدد موعد الكشف عن المنفذين وواشنطن تحذر

Loading

تتسارع التحركات في العراق للكشف عن الجهة المسؤولة عن هجوم استهداف حقل كورمور، أحد أكبر حقول الغاز في إقليم كردستان في العراق، بالتزامن مع مطالبات دولية أميركية بمحاسبة منفذيه ومن يقف خلفهم.

وأعلنت الحكومة العراقية، الجمعة، أن اللجنة التي جرى تشكيلها للتحقيق في الهجوم ستعلن نتائجها خلال 72 ساعة “بعد الوقوف على أسباب الحادث والجهات المتسببة به” وفق ما أوردت وكالة الأنباء العراقية الرسمية.

ويرأس اللجنة وزير الداخلية عبد الأمير الشمري وتتشكّل من رئيس جهاز المخابرات الوطني حميد الشطري ووزير الداخلية في إقليم كردستان ريبر أحمد وبإسناد من التحالف الدولي الذي تقود الولايات المتحدة.

وبالفعل وصل الشمري، الجمعة، إلى مكان الهجوم على رأس وفد أمني ضمّ أيضا مسؤولين أمنيين في قيادة العمليات المشتركة وجهاز مكافحة الإارهاب.

الجمعة أيضا، أدانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بأشد العبارات الهجوم.

وقالت في بيان إن “الهجوم لا يقتصر على الضرر بالبنية التحتية الاقتصادية لإقليم كردستان والعراق بأكمله، بل يرسل رسائل سلبية لا سيما ضد النظام الفيدرالي العراقي”.

وطالبت يونامي السلطات المعنية باتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات، مرحبة بشكيل لجنة تحقيق لتحديد هوية الجناة وتقديمهم للعدالة والمساءلة.

كذلك، دانت الولايات المتحدة بشدة الهجوم ودعت الحكومة العراقية إلى اتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة مرتكبيه.

وقالت السفارة الأميركية في بغداد، في بيان، إن “الهجوم، هو الأحدث في سلسلة من المحاولات التي تقوم بها جهات خبيثة لزعزعة استقرار العراق واستهداف الاستثمارات الأميركية في إقليم كردستان العراق”.

كذلك اتهم المبعوث الأميركي الخاص للعراق مارك سافايا “جماعات مسلّحة خارجة عن القانون تعمل وفق أجنداتٍ أجنبية معادية” بالوقوف خلف الهجوم.

ودعا سفايا في تغريدة على منصة “إكس” الحكومة العراقية لـ”تحديد المسؤولين عن هذا الاعتداء وتقديمهم للعدالة”، مشدداً على أن الولايات المتحدة “ستدعم هذه الجهود بشكل كامل. وسيجري تعقّب كل جماعة مسلحة غير قانونية وكل داعم لها، ومواجهتهم، ومحاسبتهم”.

وحتى الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، الذي أوقع أضرارا كبيرا في الحقل وتسبب في تعليق العمليات وانقطاعات واسعة النطاق في التيار الكهربائي في محافظات إقليم كردستان.

ووقع الهجوم، الذي لم يسفر عن سقوط مصابين أو قتلى، في وقت متأخر من مساء الأربعاء وفقا لما كشفه مسؤول في الحقل لـ”الحرة”.

وتتكرر الهجمات على حقول النفط في كردستان العراق، وغالبا ما تؤدي إلى توقف الإمدادات. ويتهم مسؤولون محليون جماعات مسلحة مدعومة من إيران بأنها مصدر محتمل لمثل هذه الهجمات.

وعقب الهجوم أعلنت وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان العراق في بيان مشترك مع وزارة الكهرباء في الإقليم إن الفرق الفنية المختصة في الوزارتين، تعمل حاليا بالتنسيق مع شركة داناغاز الإماراتية المستثمرة في الحقل، على متابعة ملابسات الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة بهدف إعادة الأوضاع إلى طبيعتها بأسرع وقت.

ووفق عمال وموظفين داخل الحقل تحدثوا لـ”الحرة”، فقد تم إطلاق صافرات الإنذار في الحقل مساء الأحد الماضي 23 نوفمبر الحالي، إثر رصد طائرة مسيرة مجهولة تحوم في سماء الحقل، لكنها لم تنفذ أي هجوم.

ويُعد حقل كورمور واحداً من أكبر الحقول الغازية في كردستان العراق، ويمتد على طول 33 كيلومتراً وبعرض 4 كيلومترات.

وتؤمن  امدادات الغاز التي ينتجها الحقل وفق وزارة الثروات الطبيعية في كردستان ما يقارب 80% من احتياجات محطات انتاج الطاقة الكهربائية في الإقليم، وأسفر هجوم ليلة الثلاثاء، عن انقطاع الطاقة الكهربائية في مناطق عدة من الإقليم.

وهذه ثاني طائرة مسيرة تستهدف الحقل خلال أيام، إذ أطلقت قوات الأمن الكردية العراقية النار على طائرة مسيرة لمنعها من الوصول إلى الحقل مساء يوم الأحد.