من رابط في وطنه أحق بالمنصب من من هرب طمعاً في الدولار والجنسية الأجنبية

Loading

بقلم: محمد يوسف محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
إنبهار السودانيون بالحضارة الغربية يدفعهم للإعتقاد أن من أكمل دراسته بالخارج أو عمل بالخارج أو من حمل جنسية أجنبية قد أصبح عالم كبير من علماء (الفضاء أوالنيترونات) في العالم!! ونتقبل هذا الفهم الخاطئ من الشخص البسيط لكن أن تفكر حكومتنا وقيادتنا بنفس العقلية البسيطة هذه وتعتقد أن هذا شخص متفوق ووطني وأحق بتولي المناصب فهذا يكشف سبب فشل الحكومات السودانية المتعاقبة في تنمية وتطوير هذا البلد.
الحقيقة هي أن من غادر الوطن ورفض العيش وسط أهله يقاسمهم الألم والجوع وإنعدام الخدمات فهو لا يحمل شفقة علي وطنة ولا على أهله وبالتاكيد أنا هنا لا أعني من أجبرته الظروف وضيق فرص العمل للهجرة في طلب العلم أو البحث عن الرزق له ولأسرته، ولكن اعني من خرجوا تضجراً من وطنهم ويسعون للحصول على جنسية أجنبية أخرى غير جنسية بلدهم حتى لو كان الشرط التنازل عن جنسيته السودانية وهؤلاء تنقطع صلتهم بأهلهم ولهذا لايمكن أن يكون هذا النوع من الأشخاص شخص وطني بأي حال من الأحوال بل هو شخص أناني خاصة أولائك الذين درسوا في الجامعات السودانية المدعومة من الدولة برسوم رمزية وتخصصوا فيها مجاناً أو برسوم رمزية وحملوا الشهادات العليا على حساب قوت المواطن، وكذلك أخص من تحصلوا على المنح والبعثات الدراسية الخارجية للعاملين بالدولة والتي تلتزم فيها الدولة بمنصرفات الشخص الدارس من رسوم دراسية وإعاشة وسكن وترحيل وتذاكر طائرات، وبعد أن يكمل هذا الشخص دراسته يترك وطنه ولايعود للعمل في مكان عمله الذي إنفق عليه ليؤدي ماعليه من واجب ومنصرفات صرفتها عليه الدولة من قوت المواطن البسيط لكي يعود وتستفيد الدولة من حصيلته الدراسية، ولكنه بدلاً من ذلك يهرب ولايعود للعمل ويعمل في الخارج وهذه هي الأنانية والإنتهازية وهذا ينطبق علي كل التخصصات في الطب أو الإقتصاد أو الهندسة أو غيرها 5هناك الكثيرون أكملوا دراستهم على حساب أموال الدولة عبر إدارات التدريب ثم لم يعودوا للعمل علماً بان هناك شرط تفرضه قوانين العمل على الشخص قبل إبتعاثه للخارج وهو عودته والعمل عدد محدد من السنوات قبل ترك الخدمة وذلك حتى تستفيد الدولة من ما صرفته عليه من أموال، ومن يدرس على حساب الدولة ولايعود هو بلاشك شخص مخادع وغير امين لم يلتزم بالعقد الذي أبرمه مع الدولة ولهذا يجب أن تحاسبه الدولة وتسترد منه كل ماصرفته عليه، لا أن يكافأ بالمناصب ويُرَفَّع علي حساب زملائه في العمل الوطنيين الذين ظلوا بالداخل قابضين على الجمر يؤدون أعمالهم في ظروف قاسية ومعاناة وضعف في الأجور وشح في الإمكانيات ثم تتم مكافاتهم على عطائهم وصبرهم هذا بالتقليل من شأنهم وتنصيب الآنتهازيين فوقهم!! هذا عدا أن من عاش بالخارج سنوات لا يمتلك خبرة عملية بطبيعة وظروف العمل في الداخل وتعقيداتها والعلاقات الأفقية بين الجهات الحكومية وتعقيدات التعامل مع المواطن ولا يعرف كيفية تطويع الإمكانيات الشحيحة والعمل في ظروف قاسية في ظل إنعدام الكهرباء ووسائل النقل وهموم الحياة، ولكن من عاش في شح الإمكانيات وظل صابراً قابض على الجمر هو أحق بالترفيع وبتولي المناصب وبلاشك سيقدم هذا المرابط الكثير إذا مُكن من إتخاذ القرار، فمشكلة السودان ليست الشهادات العليا والبحوث العلمية ولكن مشكلة السودان هي كيفية تطويع الإمكانيات الشحيحة وتوظيفها التوظيف الأمثل لتطوير العمل وهذا لايحتاج لخبرة عمل بالخارج ولكن يحتاج للعقل الإداري المبدع الملم بطبيعة العمل وتعقيداته وإحتياجاته وهذه خبرات تراكمية يكتسبها من يمارس العمل بالداخل وليس من يأتي من الخارج وقد إعتاد على العيش والعمل في الرفاهية وتتوفر له كل معينات وادوات العمل صغيرة وكبيرة في الخارج، ولن يستطيع التاقلم مع قسوة الظروف وشح الإمكانيات في الداخل.

mohamedyousif1@yahoo.com

The post من رابط في وطنه أحق بالمنصب من من هرب طمعاً في الدولار والجنسية الأجنبية appeared first on سودانايل.