![]()
بقلم: محمد يوسف محمد
mohamedyousif1@yahoo.com
بسم الله الرحمن الرحيم
تتناسل المشاكل في السودان وتتكاثر أكثر من ما تتكاثر المحاصيل الزراعية في بلادنا ذات الإقتصاد الزراعي، فحبة ذرة واحدة يمكن أن تنتج سبعة سنايل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء كما ذكر الله ذلك في كتابه الكريم.
ثار السودانيون على الإنقاذ بسبب زيادة سعر الخبز من خمسة قطع بجنيه الي قطعتان بحنيه والآن يشترون قطعة الخبز الواحدة بمائتي جنيه اي بأربعمائة ضعف سعرها الذي ثاروا عليه زمن الإنقاذ!!
وثار السودانيون على الإنقاذ بسبب تمسك شخص عسكري واحد بالسلطة وهو البشير ويرون في تمسكه هذا حرمان لهم من ممارسة الديمقراطية والحرية في إختيار من يحكمهم كما فصلت في ذلك (قحت)، والآن هناك عدد غير معروف من العساكر وحملة السلاح متمسكين بالسلطة يتقاسمونها حكراً بينهم بقوة السلاح دون أن يختارهم الشعب، وآخرين يحاربونهم من أجلها الوصول للسلطة أو تقسيم البلاد، وهذا يعني أن عدد العساكر المتمسكين بالسلطة تضاعف إلى سبعمائة ضعف عن زمن الآنقاذ الذي كان فيه عسكري واحد فقط متمسك بالسلطة.
وكل ذلك بسبب أن السودانيون إختاروا العنف لممارسة السياسة والسلاح كوسيلة للوصول للسلطة بدل الديمقراطية وصناديق الإنتخابات كما سبق وان فصلنا في هذا الأمر في مقال سابق، والآن نشاهد (قحت) قد إنقسمت الى قسمين أحدهما إنضم الى حكومة حميدتي وآخرين إنضموا لتجمع حمدوك الجديد تحت إسم (صمود) وهؤلاء يطالبون بوقف الحرب وعودة حكومة حمدوك كما هي للسلطة ويرون أنهم هم الحكومة الشرعية بالرغم من انهم لم يفوزوا في أي إنتخابات حتى يكتسبوا الشرعية!!
ومن الواضح أن المشكلة السودانية تتعقد مع مرور كل يوم ويتجه فيه السودان للعنف ومزيد من حمل السلاح وهذا يظهر في إنتشار السلاح الناري حتى وسط عصبات تسعة طويلة التي كانت تستخدم الأسلحة البيضاء، ونلاحظ ذلك أيضاً في نشأة حركات مسلحة جديدة بشكل دوري لم تكن موجودة!! فهل ستتجه (قحت) فرع حمدوك لإنشاء حركة مسلحة إذا يئست من إستجداء العالم الخارجي للتدخل وإعادتها للسلطة؟
أعتقد أن ذلك ليس مستبعداً خاصة إذا إستمرت الحرب بشكلها الحالي وأما إذا تم إعلان الإنفصال عن طريق إتفاقية سلام جديدة أو عن طريق تدخل العالم الخارجي لوقف الحرب وفرض التقسيم على السودانيين، عندها ستحتفظ (قحت) بمجموعة مع حميدتي تشارك في الحكم وتعود مجموعة أخرى للتحالف مع العسكر وإيجاد مقاعد لها في السلطة تحت مسميات عديدة مثل المشاركة السياسية أو التكنوقراط.
اما جماعة المؤتمر الوطني فاعتقد انها هي التي ستعاني العزلة وربما تم إستبعادها من الواجهة تماماً بعد توقف الحرب وعلى أحسن الفروض سيتم تمثيلها بشكل ضعيف للغاية بشخصيات باهتة في وزارة هامشية.
The post حركة (قحت) الحمدوكية المسلحة appeared first on سودانايل.