فكر لحظة وقرر ماتريد في شأن وطنك

Loading

بقلم: محمد يوسف محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
ورثنا نحن السودانيون من الجيل السابق جيل الآباء وطن (حدادي مدادي) بمساحة مليون ميل مربع وأراضي خصبة وأكبر مشروع زراعي في العالم (في حينها) وأكبر ثروة حيوانية تحوي محميات طبيعية بها أندر الحيونات وأرض غنيه بالذهب أغلي المعادن، فماذا فعلنا نحن هذا الجيل مدعي المعرفة بالتكنلوجيا ومدعي العلم وحملة الشهادات العليا في هذه الثروات؟
لقد بددنا هذه الثروات وقسمنا الوطن نصفين وشوهنا خريطته الموروثة وفرطنا في أغنى أراضيه بعد إنفصال الجنوب، والآن نحن في منعطف تقسيم آخر إذا لم نتحاوزه بسلام فستتوالى الإنقسامات والتشظي تباعاً بدون فواصل زمنيه طويلة.

كثير من المواطنين كانوا يعتقدون أن أمر السياسة لا يهمهم ولا علاقة لهم بها فمفهومهم للسياسة هو تولي المناصب والصراعات الحزبية فقط ولكن لم يكونوا يتوقعون أن السياسة ستهاجم منازلهم وتنهب اموالهم وممتلكاتهم وأثاثات منازلهم وتدمر منازلهم ورؤس أموالهم وتجارتهم ووظائفهم التي يعيشون منها وتنتزع لقمة عيشهم فيصبحون بالكاد يجدون ما يسدون به جوع بطونهم.

الآن بعد إعلان تكوين حكومة موازية لابد لكل سوداني غيور علي وطنه ويحب أن يفخر به من الإنتباه لهذا المنعطف الخطير فهذا التقسيم لو تم لن يكون آخر تقسيم للوطن في ظل تغبيش الوعي وتضلليل متعمد يمارسه البعض ليصور للعوام أن من يشفق علي وطنه من الدمار والتقسيم خائن وعميل!! ومن يروج لقتل السودانيون بعضهم وتدمير وطنهم وممتلكاتهم وتقسيم أرضهم هو البطل!!

في ظل تغبيش الوعي والتضليل هذا وعكس المفاهيم سيصبح من يدعوا للمعاناة وتجويع الشعب وافقاره وجعله مسخة بين الشعوب تقرر الدول في شانه هو البطل!!. المواطن الذي يشتم الدول التي تقرر في مصيره بلفظ (دويلة) سيجد نفسه يعيش في مساحة أرض صغر من أي دويلة وافقر من أي دويلة في العالم.

الشعب الكريم الذي يفخر بالطيبة والتعايش والتسامح مهدد بأن يصبح مشرداً مهاناً في معسكرات اللجوء مرة أخرى تتكرم عليه الشعوب الأخري بلقمة العيش المغموسة بالذل.

آن الأوان ليحمل أي مواطن هم وطنه ويمنحه الوقت الكافي لكي يفكر في مشاكل وطنه ويفكر بعمق في ما يمكن أن يتعرض له وطنه من تقسيم ودمار متوالي.
فما هو المستقبل الذي تريده أنت عزيزي القارئي لوطنك؟ عليك أن تفكر وتقرر وتعبر عن رأيك في مستقبل وطنك فهذه الأرض للجميع وهذه الهوية يحملها الجميع وليس للسياسيون ارض خاصة يمزقونها او هوية خاصة يهينونها ولكنهم سيقسمون ارضنا ويهينون هويتنا.
لهذا علينا أن نعبر عن رأينا ولا نصمت فالساكت عن الحق شيطان اخرس.
mohamedyousif1@yahoo.com

The post فكر لحظة وقرر ماتريد في شأن وطنك appeared first on سودانايل.