![]()
بقلم: محمد يوسف محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
ينتظر الكثيرون في الجانب الحكومي نتائج قرارات اللجنة الدولية، بينما الجانب الآخر لا يبالي ويواصل في مشروعه لإبتلاع السودان وأعلن تكوين حكومته، فماهي السناريوهات المتوقعة في الأيام القادمة؟
السناريو الأول رفض الجانب الحكومي التعامل مع قرارات اللجنة الدولية الداعية للحوار والإستجابة لضغوط مؤيدي الحرب وإستمرار الحرب.
وأما مسالة الخوف من التدخل الدولي المحتمل بسبب رفض القرارات فهذا التدخل سيكون عبر تشديد العقوبات على الأشخاص والحكومة وقد تم فرض العقوبات مسبقا ولم تعد تشكل تهديد مخيف لأطراف الحرب وأما إحتمال التدخل العسكري بقوة حفظ السلام فلن يكون بسهولة فهو يحتاج لتجهيز وقرارات وتكوين قوة حفظ سلام وغالياً ما ستكون ذات طابع افريقي لبطبيعة المنطقة ولن يصمد أي تدخل لتحقيق السلام طويلاً وستستمر الإنتهاكات وتبادل التهم ثم الإنتقال لسناريو آخر.
السيناريو الثاني قبول الحكومة بالتفاوض وفي هذه الحالة ستضطر لتقديم كثير من التنازلات ما كانت ستقدمها لو جلست للحوار في الأيام الأولى قبل تمدد الدعم السريع وزيادة تسليحه وإنتشار قواته وتكوين حكومته. وفي هذا السناريو سيتم التضحية بكل من شارك في الحرب سواء كان أجسام سياسية أو قيادات وسيتم إبعادهم عن الواجهة تماماً.
السيناريو الثالث قبول الحكومة بمقترح تقرير المصير لإقليم دارفور والإعتراف بحكومة الأمر الواقع في دارفور لحين إكتمال الإنفصال عبر الإستفتاء كما حدث من قبل في الجنوب، وهذا التنازل عن دارفور لن يحقق السلام كما يروج له الإنفصاليون لأسباب كثيرة أولها أن الدعم السريع لايطمع في حكم دارفور فقط ولكن القادة يعتقدون أنهم قادرون على إخضاع كل السودان تحت سيطرتهم ولهذا تم تعيين حكام للإقليم الشرقي والوسط والشمالي في الحكومة التي أعلنت.
وايضاً الإنفصال لن يحقق السلام حتى لو إكتفى به الدعم السريع فيما سيتبقى من السودان لأن هناك جهات أخرى تحمل السلاح وترى أن لها حقوق في الشمال والشرق والوسط وستطالب بنصيبها من الحكم أو الحرب وستستمر دوامه الحرب والتشظي دون نهاية.
والسناريو الآخير هو إستمرار تمدد الدعم السريع وإعاده إحتلال المناطق التي كان يسيطر عليها سابقاً في ظل تفتت الجبهة الداخلية والنزاع في السلطة.
والملاحظ أن كل السناريوهات القادمة لن تحقق الإستقرار والسبب أننا أضعنا كل الفرص الممكنة التي كانت من الممكن أن تبعدنا عن الخيارات السيئة، فقد أتيحت لنا عده فرص لتحقيق الإستقرار ولكننا أضعناها جميعها، والفرصة الأولى كانت عندما تمت إزاحة نظام الانقاذ وكان من الممكن أن يتمسك الشعب بالذهاب إلي الإنتخابات فوراِ ورفض أي تحالفات بين العسكر والأحزاب السياسية فهذه التحالفات هي التي تسببت في طمع العسكر في السلطة والحرب من أجلها.
والفرصه الثانية كانت عندما عرض المجتمع الدولي الوساطة في بداية الحرب ولكن رفضت الحكومة هذا العرض وإعتقدوا أن النصر يمكن ان يتحقق في أيام قليلة ورفعوا شعارات (بل بس) وحدث ماحدث والجلوس في ذلك الوقت كان سيكون في صالح الحكومة وستفرض شروطها قبل تمدد الدعم وإنتشاره وكان سيجنب البلاد كل هذا الدمار.
وقد اهملت الحكومة الخطاب الوحدوي وتركت الساحة لخطاب التحريض القبلي والرد المقصود هنا ليس بالقمع فنحن في عالم مفتوح ولكن الرد المعني عبر التسويق للوحدة الوطنية والحوار بالمنطق وبالحجة. و(يضا قرار إعاده تشكيل الحكومة الآخير جاء في توقيت غير مناسب وأدى إلى الصراع بين الحلفاء حول المناصب وإضعاف الجبهة الداخلية.
وغض النظر عن التسليح العشوائي خطأ كبير وكان من الأفضل أن يتم توحيد الصف عبر فتح باب التطوع للدفاع عن الأرض والمال والعرض تحت مظلة القوات المسلحة فقط ويحصر السلاح في يدها فقط وكل من اراد الدفاع عن الوطن يتقدم ليتطوع في صفوف الجيش ثم تكوين أجسام مدنية في الأحياء والولايات لتحقيق التماسك الإجتماعي وحفظ الأمن بعيد عن اي ممارسات عنصرية او جهوية او حزبية أو تخوين والعمل على نشر مفاهيم الوحدة والتماسك.
mohamedyousif1@yahoo.com
The post ماهي السناريوهات القادمة؟ وهل ستحقق الإستقرار؟ appeared first on سودانايل.