دعوة لكل الفاعلين الذين يدعون الوطنية لإعادة تقييم مواقفهم

Loading

بقلم: محمد يوسف محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الآن عندما تقرأ في ما يتداوله السودانيون في الوسائط المختلفة وفي الحديث الجانبي وفي المقالات لا تجد شخص يفكر في مستقبل السودان بشكل جاد ويسعى لإنقاذه من المخاطر التي تحدق به، ولكن الجميع يردد عبارات الكراهية والشيطنة تجاه الآخرين ويحاول أن يجعل كل حركة صغيرة أو كبيرة يقوم بها من خالفه الرأي خطأ كبير حتى وإن كانت دعوة لوقف هذه الحرب التي دمرت كل شيء !!

ستجد أن التحريض الجهوي والقبلي والعنصري أصبح هو سيد الموقف وهو ما يتم تداوله وستجد أن دعاة الإنفصال وتقسيم السودان قد أصبحوا نجوم الساحة وهم الأبطال المخلصين، وستجد أن من يدعو لتأجيج الحرب التي دمرت كل شيء في السودان وتهدده بمزيد من الدمار والتقسيم هم الأبطال وستجد أن دعاة السلام ووقف الحرب هم الخونة والمجرمين!!
نحن عوام السودانيون ونخبتهم من نصنع هذه المفاهيم المغلوطة ونحن عوام السودانيون ونخبتهم من نؤمن بهذه المفاهيم المغلوطة التي تدعو لإستمرار الحرب و للإنفصال، وغداً عندما تدمر الحرب ماتبقى من السودان ويتقسم السودان لدويلات صغيرة ونفيق من هستريا العضب وسكرة الحماقة وندرك حجم الكارثة التي أصابتنا عندها بدلاً من الإعتراف بما إرتكبناه من أخطاء سنلقي اللوم الدول الأخرى وسنقوم بشتمها ونصفها بالدويلات وصاحبة الأطماع التاريخية في بلادنا ونقول أنه مخطط خارجي لتدمير السودان وتقسيمه.. وفي الحقيقة تجد أن السودانيون هم أنفسهم من كانوا يروجون للأفعال والمفاهيم التي تقود للدمار والتقسيم ويدعون لها تحت تأثير الإنفعال وكراهية الآخرين شركاءهم في الوطن.

من تراه يدمر السودان ويكره الناصحين ويشيطنهم ويروج للحرب والدمار والإنفصال ثم بعد وقوع الكارثة والتدمير والإنفصال سيعود غداً ليلقي اللوم على الآخرين ويتحدث عن مخطط لتقسيم السودان وتدميره قد تم تنفيذه بواسطة دول أخرى وعملائها بالداخل؟

الآن كل طرف سياسي ينكر صلته بالحرب وبأنه من دعى لها ويتهم الآخرين بأنهم من دعوا للحرب.. ولندع هذا جانباً فالآن هذه الحرب أمر واقع وهي تحطم الإنسان والوطن والسؤال الحالي هو كيفية إيقاف هذا الخراب والدمار وليس السؤال عن من أشعله.. لهذا أدعوك عزيزي السياسي الذي يدعي الوطنية أن تتصدى للدعوات المدمرة لوطنك والتي تقود للدمار والخراب والتقسيم قبل وقوعها.
لماذا يروج السياسيون بكل إنفعال وغياب للعقل لهذه المفاهيم المدمرة ويشيطنون من ينبه لها ويخوننه وعندما يحصد السودان ما زرعته أيديهم يعودن غداً ليلقون اللوم علي الآخرين.

هذه دعوة للجلوس مع نفسك لحظات عزيزي السياسي تستعيذ فيها من الشيطان وتعيد تقييم موقفك من القضيا المختلفة بعيد عن الغضب الذي سيعميك عن رؤية الحقيقة وتنظر لموقفك من زوايا مختلفة وإذا وجدت في مواقفك خطأ ليس عيب أن تتراجع عنه وتعيد الوقوف في الجانب الصحيح بدلاً من الإستمرار في الخطأ بكل غباء والرهان على ان الناس سينسون مواقفك التي دعت للخراب والدمار.
mohamedyousif1@yahoo.com

The post دعوة لكل الفاعلين الذين يدعون الوطنية لإعادة تقييم مواقفهم appeared first on سودانايل.