مرحلة الاضطراب

مرحلة الاضطراب

Loading

مرحبًا بكم في الإصدار الافتتاحي من «إيران بإيجاز»، النيوزلتر الأحدث من إصدارات شبكة الشرق الأوسط للإرسال MBN.

إيران مهمة. من سياسات نظامها، إلى تطلعات مواطنيها البالغ عددهم أكثر من 90 مليونًا، ومن دورها كقوةٍ جيوسياسية إقليمية، إلى مكانتها كمنتِج رئيسي للطاقة، وحضورها كقوةٍ مزعزعةٍ للاستقرار ذات طموحاتٍ نووية — إيران مهمة.

في كل أسبوع، أقدّم لكم أخبارا وتحليلات تهمّكم بشأن إيران؛ من الهمسات الصادرة عن دهاليز السلطة في طهران إلى آخر هتافات الشارع، ومن زوايا جديدة حول أساليب النظام في الالتفاف على العقوبات إلى ما هو رائج في السينما الإيرانية اليوم. سيكون «إيران بإيجاز» من MBN محطة واحدة تختصر أهم ما يجري في إيران هذا الأسبوع.

تاريخي مع إيران والمنطقة المحيطة بها يمتدّ لعقود. فمن دراستي في قسم الدراسات الشرقية بجامعة برنستون، إلى تأسيسي إذاعة «راديو فردا» بالفارسية ضمن «راديو أوروبا الحرة»، وإشرافي لاحقًا على المحتوى الفارسي في «بي بي سي»، لم أبتعد يومًا عمّا يحدث في إيران.

يأتي هذا الإيجاز ضمن باقة شبكة MBN من الصحافة المتميزة حول الشرق الأوسط، والتي تشمل موقع «الحرّة» بالعربية، وموقعها بالإنجليزية، والمجلة الجديدة «MBN Magazine»، إضافةً إلى «إيجاز الجمعة» الذي يقدّم أبرز أعمالنا الأسبوعية.

لأي ملاحظات أو أسئلة أو معلومات تود مشاركتها، يمكنك مراسلتي على البريد الإلكتروني: ailves@mbn-news.com

اشتركوا لتصلكم نسخة «إيران بإيجاز» أسبوعيًا، ويمكنكم قراءة النسخة الإنجليزية بالنقر على رابط تغيير اللغة أعلاه. 

– أندريس

 شباب إيران يختارون الرحيل

في عام 1982، أصدرت فرقة الروك البريطانية الشهيرة «ذا كلاش» أغنية بعنوان: Should I Stay or Should I Go
«هل أبقى أم أغادر الآن؟ إن غادرت فمشكلة، وإن بقيت فمشكلة أكبر»

هذه هي المعضلة التي يعيشها الشباب الإيراني منذ سنوات. فحوالي نصف سكان إيران تبلغ أعمارهم 34 عامًا أو أقل، ويقول 68% من الشباب إنهم يريدون الهجرة. وفي مايو الماضي، اشتكى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قائلًا: «نحن نُربّي أطفالًا عقولهم معلّقة بمغادرة البلاد».

أما المرشد الأعلى علي خامنئي فقد تناول الموضوع أيضًا. ففي خطابٍ ألقاه يوم الإثنين — وهو ظهور علني نادر منذ «حرب الأيام الـ12» في يونيو ضد إسرائيل والولايات المتحدة — تحدّث خامنئي مطولًا عن رغبة الناس في مغادرة البلاد، محذرًا بقوله: «قد يرغب بعض الناس بالعيش في بلدٍ آخر، لكن عليهم أن يعلموا أنهم هناك غرباء؛ أنت الذي تذهب إلى البلد الفلاني، مهما فعلت ومهما بلغت من مكانة، فأنت غريب هناك».

وفي الخطاب نفسه، سخر خامنئي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورفض أي مفاوضاتٍ نووية جديدة، وتباهى بقدرات إيران الصاروخية — وهي نقاط مألوفة في خطاباته. لكن اللافت كان حديثه عن الهجرة، وهو ما وصفه بهنام بن طالب لو من «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)» على منصة «إكس» بأنه «الجزء الأكثر تجاهلًا في خطاب خامنئي».

الديموغرافيا قدر. وبعبارةٍ أخرى: أفعال الإيرانيين أصدق من شعاراتهم. يحاول قادة طهران اللعب على وتر الكبرياء الوطني لوقف نزيف الهجرة، لكن ومع تراكم الأزمات الاقتصادية والسياسية، وتعمّق القمع الداخلي، يبدو أن هذه الظاهرة مرشّحة للتسارع لا للتراجع.

مرحلة الاضطراب

ما بعد غزة: نهج قديم بثوب جديد

في ملف آخر لا يقل أهمية، ماذا يشغل ذهن النظام الآن؟ في حديثٍ معي هذا الأسبوع، أشار بهنام بن طالب لو من «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)» إلى مفاجأتين برزتا منذ نهاية «حرب الأيام االـ12»:

  1. لم تنسحب طهران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) رغم تهديداتها السابقة، خوفًا من أن تتحول إلى هدفٍ أكبر بدلًا من أن تتجنّب الاستهداف.
  2. لم تسارع إلى رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى درجة تصنيع السلاح (90%) في أي من منشآتها المعلنة، رغم توقعات المحللين بأن ذلك قد يحدث ردًّا على إعادة فرض العقوبات التلقائية في إطار «خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)». والسبب، كما يبدو، هو أن منشآت التخصيب المعلنة قد دُمّرت.

بدلًا من التصعيد النووي، تبنّى النظام استراتيجية سياسية تقوم على خلق مساحةٍ لإعادة البناء مستقبلًا من دون المخاطرة بصدامٍ عسكري جديد.

اللافت أيضًا في الأسبوع الماضي كان غياب إيران غير المعتاد. فعلى الرغم من الخطاب المتكرر عن «محور المقاومة» ضد إسرائيل، التزمت طهران صمتًا شبه كامل خلال أجواء وقف إطلاق النار في غزة.
وبالفعل، كانت مساهمة إيران في نتيجة المفاوضات النهائية معدومة؛ فهي لم تكن طرفًا في أي من البروتوكولات أو ترتيبات التحقق، ولم تشارك في المباحثات التي جرت في مصر أو قطر.

كما غابت إيران عن قمة سلام غزة في شرم الشيخ، حيث كتب وزير الخارجية عباس عراقجي على منصة «إكس»:

«لا الرئيس بزشكيان ولا أنا يمكننا التعامل مع نظراء هاجموا الشعب الإيراني ويواصلون تهديدنا وفرض العقوبات علينا».

تفكيك مشهد معقد

ها هي طهران اليوم، بعد أن تلقت ضربة سياسية وعسكرية خلال 12 يومًا على يد إسرائيل والولايات المتحدة، وبعد أن همّشتها المفاوضات حول غزة، تواجه سؤالا مركزيا: ما هي الخيارات أمامها في الأشهر المقبلة؟

أولًا: ما يقيد إيران

  • النفوذ: تقلّص هامش الحركة الدبلوماسية. تمر دبلوماسية غزة عبر العواصم العربية وواشنطن، بينما تبقى طهران غائبة وغير قادرة على تحديد الأجندة أو الجداول الزمنية. كما تلقّت مصداقية الردع الإيراني ضربة واضحة.
  • المال: تتزايد الضغوط المالية مع تركّز العقوبات على العقد اللوجستية الأساسية — أسطول «الظل»، الوسطاء، التمويل.
  • الداخل: قدرات النظام على ضبط الوضع محدودة؛ التضخم مرتفع، الخدمات الأساسية متعثّرة، والمناخ الأمني متشنّج. هناك حدٌّ لما يمكن للنظام تحمّله من مغامرات خارجية دون رد فعل شعبي.

خلاصة المشهد: مساحة المناورة ضيقة، الأموال شحيحة، والاحتقان الداخلي مرتفع. طهران ليست في موقعٍ مريح.

ثانيًا: على ماذا تراهن إيران؟

  • الوكلاء: ما زالوا متاحين كورقة ضغط. تستطيع إيران تحريكهم تكتيكيًا في لبنان وسوريا والعراق واليمن، دون إشعال مواجهةٍ مفتوحة، لإظهار حضورها والرد عند تجاوز خطوطها الحمراء.
  • البحر: خيار الضغط البحري المحدود في الخليج ما زال قائمًا.
  • المقايضات التجارية: تستمر إيران في عقد صفقات مقايضة غير معلنة، مثل النفط مقابل السلع، مع اعتمادٍ متزايد على قنوات الصين وروسيا.
  • الرواية الإعلامية: ستحاول طهران تصوير «اليوم التالي لغزة» كـ«انتصارٍ للمقاومة»، رغم غيابها عن أي اتفاق رسمي، بهدف الحفاظ على شرعيتها في الداخل.

طهران متراجعة، لكنها لم تُقصَ تمامًا. فالنظام الإيراني سبق أن تعافى من ضرباتٍ أقسى من قبل.

ثالثا: «دليل التشغيل» للمرحلة المقبلة

الشتاء والربيع القادمان مرشحان لأن يشهدا ثلاثة مسارات رئيسية في سياسة طهران:

  1. الحضور دون إشعال، ولعب «جودو العقوبات»:

    • إبقاء الوكلاء نشطين لكن تحت العتبة التي تستدعي ردًّا عسكريًا إسرائيليًا أو أميركيًا.
    • التكيف مع العقوبات عبر تبديل أعلام السفن وشركات التأمين، والاعتماد أكثر على مصافٍ صغيرة في الصين وسماسرة في دولٍ ثالثة.
  2. خفض انتقائي للتصعيد ومناورات دبلوماسية:

    • قبول التهدئة في ساحة مقابل التركيز في أخرى (مثل تهدئة في العراق وسوريا مقابل تنشيط في اليمن أو لبنان).
    • إطلاق مؤشرات انفتاح محدودة — كالتعاون التقني في ملفات «مجموعة العمل المالي (FATF)» أو تبادل السجناء — لإرباك الموقف الغربي دون تقديم تنازلاتٍ نووية جوهرية.
  3. التشديد الداخلي:

    • الحفاظ على وتيرةٍ مرتفعة من المحاكمات والإعدامات في القضايا الأمنية لردع أي احتجاجاتٍ محتملة.
    • توجيه الموارد المحدودة نحو الدعم الاجتماعي في المحافظات الحساسة لتخفيف الغضب الشعبي.

رابعا: ما الذي قد يغيّر المسار؟

  1. ترسيخ وقف إطلاق النار في غزة:

    • إذا تم إنشاء آلية حوكمة وإغاثة دائمة بقيادة مصر وقطر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فسيصبح تأثير إيران على ملف غزة هامشيًا.
  2. حظر فعّال على «شحن الظل» وتحول في الموقف الصيني:

    • فرض عقوبات منسقة على شركات التأمين والموانئ ومحطات النقل بين السفن يمكن أن يخفض صادرات إيران النفطية بشكل ملموس.
    • أي تراجع من عدد محدود من المصافي الصينية قد يدفع طهران إلى تقديم خصوماتٍ أكبر ويزيد الضغط على سيولتها.
  3. صدمات داخلية:

    • انقطاع مياه أو كهرباء في مدينة كبرى، أو احتجاجات معيشية تتحول إلى إضرابٍ واسع، قد تجبر النظام على إعادة ترتيب أولوياته نحو الداخل.
    • فـ«لقمة العيش» تبقى الخطر الأكبر على النظام أكثر من التهديدات الخارجية.
  4. هجوم غير محسوب بالوكالة:

    • أي ضربة قاتلة توحّد الرد الإقليمي والغربي قد تفرض على طهران إعادة حساباتها بسرعة.

الأسبوع المقبل: سنتناول السيناريوهات طويلة المدى المحتملة لإيران.

إيران في الأخبار

حتى مع انشغال المنطقة بوقف إطلاق النار في غزة، بقيت إيران في صدارة الاهتمام الدبلوماسي والأمني عبر تطوراتٍ متفرقة:

  • إدانة مواطنين فرنسيين بتهمة التجسس في طهران:
    أصدرت محكمة إيرانية أحكامًا بالسجن لمدد طويلة ضد مواطنين فرنسيين، ما أثار انتقاداتٍ حادة من باريس التي وصفت الإجراءات بأنها «غير عادلة»، واتهمت طهران باستخدام الأجانب كورقة ضغطٍ سياسية. هذه القضية زادت من توتر العلاقات بين البلدين.
  • تقرير «مايكروسوفت للدفاع الرقمي 2025»:
    ذكرت الشركة أن «إيران توسّعت في نطاق أهدافها أكثر من أي وقتٍ مضى، من الشرق الأوسط إلى أميركا الشمالية، في إطار عمليات تجسسٍ إلكتروني متنامية».
    وأشارت إلى أن ثلاثة فاعلين مرتبطين بالدولة الإيرانية هاجموا شركات شحنٍ ولوجستيات في أوروبا والخليج للحصول على بياناتٍ تجارية حساسة، «في خطوةٍ تهدف إلى التمهيد لإمكانية تعطيل عمليات النقل التجاري مستقبلًا».
  • اعتقال ثلاثة فنانين شباب في طهران:
    اعتقال دانيال «مشكي»، وأردالان، وسجاد شاهي، بتهمة نشر «محتوى غير مألوف» على وسائل التواصل. أعمالهم المعروفة بانتقادها السياسي الحادّ جعلتهم هدفًا للسلطات، في إطار حملة أوسع لتقييد التعبير الفني المعارض.
  • إغلاق مؤسسات ثقافية وإعلامية:
    أمر رئيس بلدية طهران بإغلاق «بيت مفكري العلوم الإنسانية» ومكتب «نقابة الصحفيين»، في خطوةٍ تُعدّ تصعيدًا جديدًا، حيث لم تكتف السلطات باعتقال المبدعين بل سعت إلى تقليص الفضاءات العامة للنقاش والفن. كما أُغلقت 15 مقهى في مدينة قدس قرب العاصمة.
  • الفيلم الإيراني «كان حادثًا فحسب» للمخرج جعفر بناهي:
    بدأ عرضه في دور السينما الأميركية هذا الأسبوع، بعد فوزه بـ«السعفة الذهبية» في مهرجان «كان».
    ووفقًا لموقع Screen Anarchy، يروي الفيلم قصة «وحيد» الذي يعتقد أنه واجه الرجل الذي عذّبه أثناء سجنه لدى الحكومة الإيرانية. ومع تزايد الشكوك، يجمع مجموعة من الضحايا المزعومين في رحلةٍ للانتقام تتشظّى آراؤهم خلالها بين الغفران والثأر — مستوحاة من تجربة بناهي نفسه في السجن.
    يُذكر أن بناهي اعتُقل وأُدين وسُجن مراتٍ عدة بسبب مواقفه المعارضة.

الاقتصاد.. المسألة الحاسمة

مع تزايد التحديات هذا العام، أصبحت تكلفة سياسة إيران الخارجية على اقتصادها أوضح من أي وقتٍ مضى.
تشير التقديرات إلى أن طهران تنفق نحو 700 مليون دولار سنويًا على حزب الله، و100 مليون دولار على حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، بينما كلّف دعم نظام بشار الأسد بين عامَي 2012 و2018 وحدهما ما لا يقلّ عن 16 مليار دولار. وتقدّر بعض المصادر أن إجمالي الدعم الخارجي وصل أحيانًا إلى 16 مليار دولار سنويًا.

الشارع الإيراني يدرك تمامًا من يدفع الثمن. ففي استطلاعٍ عام 2024، حمّل 80% من الإيرانيين السياسة الخارجية مسؤولية الأزمة الاقتصادية.

وردّد المتظاهرون سابقًا: «اتركوا سوريا وفكّروا بنا»، فيما قالت امرأة إيرانية في تقريرٍ لقناة «الحرّة»: «ما فائدة السلاح النووي إذا كنا بلا خبزٍ على العشاء؟»

ويُشير البنك الدولي إلى أن الاقتصاد الإيراني سينكمش بنسبة 1.7% في عام 2025، مع توقع انكماشٍ إضافي قدره 2.8% في عام 2026 — وهو انعكاسٌ حادّ بعد نموٍّ طفيف العام الماضي.

وفي أغسطس الماضي، بلغ معدل التضخم 42.4%، فيما لا يعمل سوى 40% من البالغين. أما النقص المزمن في المياه والطاقة فيدفع السلطات إلى إعلان عطلاتٍ رسمية وإغلاق مؤسسات حكومية لتوفير الموارد، كما ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية.

كل ذلك هل يفسّر لماذا يتزايد عدد الإيرانيين الراغبين في الرحيل؟

العملة الإيرانية: حذف أربعة أصفار

في مؤشرٍ واضح على عمق الأزمة الاقتصادية، أقرّ البرلمان الإيراني هذا الشهر قانونًا يحذف أربعة أصفار من الريال.

تسلسل تقريبي لتدهور سعر الصرف: من نحو 70 ريالًا للدولار الواحد عام 1979 إلى أكثر من 1,000,000 ريال مقابل الدولار في عام 2025.

لكن حذف الأصفار إجراءٌ رمزي لا يمسّ جوهر الأزمة.

فكما قال النائب حسين صمصامي: «هيبة العملة الوطنية لا تُستعاد بحذف الأصفار. أولويتنا يجب أن تكون في تقويتها، لا في التلاعب بشكلها».

وأخيرًا…

«اعتراض‌بازار» (Eterazebazar)، قناة فارسية شهيرة على تطبيق «تلغرام» تُعنى بالاحتجاج المدني والسخرية السياسية، تنشر يوميًا قصصًا وتعليقاتٍ رائجة من مختلف أنحاء إيران.
وفي منشورٍ على «إنستغرام» هذا الأسبوع بعنوان:

«سوق الملابس في أصفهان؛ صمتٌ وظلال ركود»،
مرفق بصورةٍ لبسطةٍ خالية، جاء في النص:
«كان هذا السوق يومًا ينبض برائحة القماش وصوت آلات الخياطة، لكنه اليوم مكانٌ صامت بلا روح. يقضي الباعة نهارهم بفناجين شايٍ باردة خلف واجهاتٍ خالية من الزبائن. تضخّم أسعار الملابس، والفجوة الفاضحة بين أسعار الأسواق الشعبية والمتاجر الكبرى، وضعف القدرة الشرائية — جميعها دفعت الأسواق إلى ركودٍ غير مسبوق».