من تسييس المؤسسات إلى دولة المؤسسات (4)

من تسييس المؤسسات إلى دولة المؤسسات (4)

Loading

من تسييس المؤسسات إلى دولة المؤسسات (4)

 أكتوبر بين وحدة الماضي وتحديات المستقبل في ذكرى ثورة أكتوبر 1964… دعوة لاستعادة معنى الوحدة، لا مجرد الاحتفال بتاريخها عبده الحاج  يأتي هذا المقال، وهو الحلقة الأخيرة من السلسلة، بمناسبة الذكرى الحادية والستين لثورة أكتوبر المجيدة، لا ليُعيد سردها التاريخي، بل ليمنح الاحتفال بها معنىً جديدًا — معنى يتجاوز الشعارات والمواكب إلى استلهام الدروس واستعادة الروح التي وحّدت السودانيين يومًا، حين آمنوا أن إرادة الشعب أقوى من القمع، وأن التغيير الحقيقي يبدأ من الوعي قبل الشارع، ومن بناء المؤسسات قبل إسقاط الحكومات. في مثل هذا اليوم من أكتوبر 1964، خرج السودانيون إلى الشوارع، لا تفرّقهم قبيلةٌ ولا حزب، بل يجمعهم وجدانٌ وطنيٌّ واحد، يطالب بالحرية والعدالة والكرامة. كانت تلك اللحظة واحدةً من أنبل لحظات التاريخ السوداني، حيث تماهى الناس مع بعضهم في وحدةٍ عاطفيةٍ صافيةٍ جعلت الشعب جسدًا واحدًا، والبلاد حلمًا واحدًا. لكن بعد ستين عامًا، يعود السؤال الكبير: هل استطعنا أن نحافظ على ذلك الحلم؟ أم أننا اكتفينا بالاحتفال بذكراه كل عام دون أن نُعيد له روحه ومعناه؟ وحدة أكتوبر… المعنى الذي ضاع كانت ثورة أكتوبر أول برهانٍ على أن هذا الشعب، حين يتوحّد وجدانه، يصبح أقوى من كل سلطةٍ وبندقية. فقد واجه السودانيون يومها آلة القمع بصدورٍ عاريةٍ، وانتصروا لأنهم اجتمعوا على قيمٍ لا على مصالح، وعلى المبادئ …

The post من تسييس المؤسسات إلى دولة المؤسسات (4) appeared first on سودان تربيون.