بقلم: محمد يوسف محمد
mohamedyousif1@yahoo.com
بسم الله الرحمن الرحيم
أطماع الأحباش في الأراضي السودانية والمياه قديم للغاية قبل إستقلال السودان وقد أوردت هيئة الإذاعة البريطانية تقرير مفصل في موقعها علي الإنترنت بهذا الخصوص وذكرت فيه بأن الإمبراطور الحبشي هيلا سيلاسي سافر لبريطانيا في عام 1954 وقابل ملكة بريطانيا وطلب منهم عدم منح السودان إستقلاله ومنع أي تقارب بين السودان ومصر دول المصب وذلك لأن الأحباش لديهم الكثير من الاطماع في مياه النيل والأراضي السودانية منذ ذلك الوقت وأي تقارب بين دولتي المصب مصر والسودان يمكن أن يقف في وجه الأطماع الحبشية ولهذا إتبع الأحباش سياسة فرق تسد لتشتت أي جهود مشتركة للتصدى لأطماعهم وهذا طبعاً مايفسر الحملات المدفوعة الأجر التي يقوم بها بعض الناشطين والصحفيين السودانيون لشيطنة مصر ولزرع الكراهية والعداء بين شعبي مصر والسودان تنفيذاً للمخطط الحبشي القديم.
ولكن بريطانيا مضت قي خطوات منح السودان إستقلاله ولكنها أرضت الإمبراطور الحبشي بمنح الاحباش إقليم بنى شنقول السوداني شريطة أن تتوقف الأطماع الحبشية في السودان وأن لا يقوم الأحباش ببناء أي سد في مجرى النيل يحجب المياه عن السودان، والآن بعد سبعين عام عاد الاحباش لمشروعهم القديم وقاموا ببناء سد ضخم قادر على حبس المياه لعدة سنوات من دول المصب ويمكن أن يتسبب في عطش دولتي المصب وغرق المدن السودانية. ولهذا تحفظت الحكومة المصرية على السد ولم تعترض على حق الأحباش في بناء السد ولكن الخلاف كان حول حجم السد الضخم الذي يشكل خطر على دولتي المصب وكان وزير الري السوداني كمال عمر حينها ملم بهذه المخاطر لهذا إتخذ نفس الموقف المصري وتحفظ علي قيام السد ولكن مع الأسف قامت الحكومة السودانية بعزله وإتخذت موقف مخالف تماماً ضد المصالح السودانية وقامت بتضليل الرأي العام السوداني بأن السد الحبشي وروجت أن السد يخدم السودان أكثر من الاحباش أنفسهم وذلك بدلاً من الوقوف مع مصر والضغط على الاحباش قام السودانيون الذين وقعوا ضحية للتضليل بالترويج للسد الذي يهددهم بالغرق والعطش ودمار المدن ومضى الاحباش في بناء السد والذي اصبح امراً واقعاً يشكل كابوس دائم للسودان وسيفاً مسلطاً على رقابهم يهددهم بالغرق والعطش.
يعد موقف السودان من السد خطأ تاريخي ومصيري بعد قرار إنفصال الجنوب الكارثي. فقد قامت الحكومة السودانية طواعية بوضع أمن السودان المائي ومصير ري وغرق المشاريع الزراعية السودانية ودمار سدود السودان ومدنه في يد دولة أجنبيه دون أي ضمانات ضد المخاطر ودون أي مقابل. لهذا إستمرت الاطماع الحبشية في الأراضي السودانية فموقع السد الذي يبعد 20 كيلو متراً فقط عن حدود السودان يكشف حقيقة أن هذا السد بني في الأساس لرى أرضي الفشقة السودانية بعد أن يتم الإستيلاء عليها مستقبلاً!! .. ويمهد الأحباش لهذا بإحتلال الفشقة سنوياً بقوة السلاح وطرد المزارعين السودانيين ويقومون بزراعة الفشقة وبناء مستوطنات حبشية بها تمهيداً لحق تقرير المصير!! وهذا يكشف تخطيط الأحباش الجاد في الإستيلاء على أراضي الفشقة السودانية مع مرور الوقت وريها بالسد الذي اقيم خصيصاً بغرض زراعة الأراضي السودانية لصالحهم وأيضاً كوسيلة ضغط على السودان تهدده بالغرق والعطش للتنازل عن الفشقة تحت تأثير الضغط والخوف على دمار السدود والمدن السودانية الذي يمكن أن يقوم به الاحباش بكل سهولة بفتح بوابات السد في أي وقت ليقوم مخزون المياه الضخم المندفع بتدمير كل شيء في طريقه بداية من السدود السودانية ويمسح المدن السودانية من الخريطة.
وبعد كارثة إنفصال الجنوب وكارثة السد والأخطاء الغير سبوقه الذي قام به هذا الجيل في حق الاجيال القادمة هناك شبح خطأ تاريخي ثالث فقد تداولت وسائل الإعلام المصرية هذه الأيام خبر تنازل السودان عن حلايب وشلاتين بشكل رسمي دون صدور أي بيان من الحكومة السودانية ينفي هذه الأخبار ولو صح هذا فإن هذا خطأ تاريخي ثالث آخر قام به هذا الجيل في حق الأجيال القادمة.
لا تستغرب أخي القارئي فقد أعتدنا في السودان أن نقف في الجانب الخطأ دائماَ وبعد أن تم إبعاد وزير الري كمال عمر الذي تحفظ علي السد فقد تمت محاكمة المرحوم الصادق المهدي عام 2014م عندما تحدث عن خطورة الدعم السريع بدلاً من شكره ومكافأته. وهذا هو الحال في السودان نتخذ المواقف والقرارات الخاطئة ونشيطن الناصحين من أبناء الوطن وعندما نجني الكوارث والدمار كنتيجة طبيعية لما زرعناه من قرارات خاطئة نقوم بتوجيه اللوم على الآخرين والحديث عن مؤامرات خارجية لصرف النظر عن الأخطاء التي إرتكبناها وهكذا دائماً.
The post أخطاء تاريخية إرتكبها السودانيون في حق وطنهم appeared first on سودانايل.