دور الهندسة الإجتماعية في صناعة الرأي العام (الوعي أو التضليل)

Loading

بقلم : محمد يوسف محمد
mohamedyousif1@yahoo.com

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن تناولت أهمية التخطيط الإجتماعي والهندسة الإجتماعية بعد الحرب في مقالي السابق وأهمية وجود هندسة إجتماعية لمعالجة آثار الحرب السالبة على المجتمع بكل أشكالها، تواصل معي أحد القراء مشكوراً وطلب مني توضيح دور الهندسة الإجتماعية بشكلها السالب في تضليل الرأي العام وصناعة مايعرف بالقطيع، وقد رأيت أن أنقل مقال موجود بالإنترنت بهذا الخصوص مساهمة في نشر الوعي وحتى يعرف الجميع كيف تتم هندسة المجتمعات لتمرير أجندة خطرة ومدمرة بدون وعي المجتمع خاصة وأن الأساليب المذكورة في المقال مستخدمة حالياً بكثرة في السودان في الصراعات السياسية الدائرة لتضليل الرأي العام وشيطنة الخصوم ومثال لذلك تضليل الرأي العام السوداني وشيطنة الأشقاء المصريين وتمرير سد النهضة رغم أضراره وخطره الجسيم على السوذان، وكذلك إستخدم قائد الدعم السريع الهندسة الإجتماعية في خداع الرأي العام وكسب ثقة من حوله في المركز وحشد حواضنه الإحتماعية للحرب مستعينا بأدوات الدولة بصفته نائباً لرئيس المجلس العسكري، ولازالت أدوات الهندسة الإجتماعية مستخدمة بشكل يومي في هذه الحرب لصناعة الرأي العام في السودان.
أدناه مقال البروفسور خالد طاهر محمد الحسيني، الأستاذ المشارك في قسم تقنية المعلومات بجامعة ذمار في اليمن، المقال بعنوان دور الهندسة الإجتماعية أثناء الحرب والعدوان:

الهندسة الاجتماعية أوسع من السيبراني في سياق الحروب والسياسة، فهي أسلوب خداعي يستخدم في الحروب لتصفية الخصوم سياسيًا أو عسكريًا دون مواجهة مباشرة.. تعتمد على التلاعب النفسي والمعلوماتي لاختراق الأهداف، هي أيضا تعتبر أداة مزدوجة؛ تُستخدم إما لكشف أسرار الخصم (استخبارات ناعمة)، أو لدفعه نحو فخ قاتل (اغتيال أو استهداف مباشر)، وكلاهما لا يعتمد على القوة، بل على السيطرة على العقول والسلوك.
وهناك هدفان رئيسيان للهندسة الاجتماعية هما كالآتي:

  • الأول لجمع المعلومات عبر التفاعل النفسي.
  • الثاني لتوجيه السلوك نحو مصيدة أو تصرف مبرمج.

كلاهما يعتمدان على الضعف البشري والثقة الزائفة بدلًا من القوة النارية، ما يجعلها من أخطر أدوات الصراع غير التقليدي في الحروب الحديثة.

  • الأساليب المستخدمة في الهدف الأول:
    – بناء الثقة عبر تقمص أدوار اجتماعية قريبة من الهدف (زميل، صحفي، مدني، إلخ).
    – الاستدراج الناعم من خلال استغلال نقاط الضعف العاطفية أو الأيديولوجية للضحية.
    – التلاعب بالعواطف مثل إثارة التعاطف أو اللعب على مشاعر الوطنية أو الحماية.
    – التحايل المعلوماتي عبر استبيانات، مقابلات، أو مواقف مفتعلة لاستخراج البيانات.
    – الهندسة الثقافية من خلال استغلال العادات والتقاليد لكسر الحواجز النفسية.
    وتكون نتائج الهدف الأول: هي تزويد العدو بمعلومات دقيقة تساعد في التخطيط للعمليات. واختراق شبكات الجيوش عبر نقاط ضعف بشرية. وتنفيذ عمليات لاحقة (تفجير، اغتيال، تجسس) بناء على تلك المعلومات.
  • الأساليب المستخدمة في الهدف الثاني:
    – التضليل المعلوماتي عبر تزويد الهدف بمعلومات مغلوطة تقوده لاتخاذ قرارات خاطئة.
    – إيهام بالثقة أو الأمان من خلال خلق بيئة مريحة تؤدي إلى تراخٍ في الحذر.
    – خلق دوافع زائفة مثل إشاعة تهديدات وهمية تدفعه للهروب إلى مصيدة.
    – التحكم في الروتين؛ عبر دراسة عاداته اليومية للتلاعب بها وتغيير مساراته.
    – الهندسة الزمنية والسياقية واختيار التوقيت والمكان المناسبين للتأثير دون إثارة شكوك.
    وتكون نتائج الهدف الثاني: هي الوصول إلى الهدف في وضع مكشوف ومحدد مسبقًا وتجنب المواجهة العنيفة المباشرة وتقليل الخسائر والتكلفة السياسية أو العسكرية للعملية تشويش قدرة الهدف أو محيطه على التحليل والاستجابة.

ختاماً نسأل الله أن يساهم هذا المقال في نشر الوعي ويصلح حال بلادنا وشعوبنا ونكون في مقدمة الدول المتطورة وأكثر الشعوب وعياً وأحسنها خلقاً وعلماً.

The post دور الهندسة الإجتماعية في صناعة الرأي العام (الوعي أو التضليل) appeared first on سودانايل.