نارين فاندوغلو تتغير المشاهد: أعمار مختلفة، أشخاص مختلفون، وجوه مختلفة، حكايات مختلفة. لكن عندما أنظر في عيون الصغار والنساء وحتى الرجال في دروب النزوح والهجرة، أتعرفون من أرى في عيونهم؟ أرى نفسي. أنا نارين فاندوغلو، وأنا إنسانة قبل أن أصبح عاملة في المجال الإنساني. بدأت رحلتي مع أطباء بلا حدود عام 2016. وبعد سنوات، وبينما كنت أعمل في مهمات الاستجابة للهجرة، أدركت فجأة أنني أنا أيضًا طفلة مهاجرة. ظل هذا الإدراك يرافقني، وأؤمن أنه شكّل مساري مع المنظمة. قضيت نحو عقد من الزمن في العمل مع أطباء بلا حدود، وكان عقدًا مليئًا بالمهمات والقصص التي لا تُعد ولا تُحصى: من ليالٍ أدمت قلبي مما رأيت وسمعت؛ ولحظات صعبة دفعتني إلى الجمود العاطفي التام، فعجزت عن البكاء أو الصراخ. كان العبء ثقيلًا. لكن ولأنه عليّ أن أعتني بنفسي لأواصل العناية بالآخرين، كنت بحاجة لطريقة أُفرغ بها مشاعري. فعدت إلى ركن صغير من طفولتي: إلى الرسم. في عام 2017، بدأت أرسم ما أراه في دفتر رسوماتي المائية. ساعدني ذلك، إذ كنت أبكي ثم أعود في اليوم التالي على استعداد لدعم الناس الأشد حاجة. أصبح الرسم وسيلتي لأبطئ الوقت وأتأمل مشاعري وأستمر. على دروب الخرطوم ودارفور زرت السودان مرتين في عام 2025، مرة في الشرق ومرة في الغرب. آلمتني رؤية البلاد منقسمةً إلى …
The post السودان يعاني أزمة تعاطف إنساني appeared first on سودان تربيون.