من درب الدموع إلى ريفيرا الشرق الأوسط

من درب الدموع إلى ريفيرا الشرق الأوسط

Loading

من درب الدموع إلى ريفيرا الشرق الأوسط

محمد الحسن محمد نور ما أشبه الليلة بالبارحة.. لطالما استهوتنا أفلام “الويسترن” في صبانا، ورحنا نقتدي بها ونتعلم منها الشجاعة والفضيلة. ولا يزال الإعلام الغربي يزخر بصورة الإنسان الأوروبي الشجاع الرحيم، المنقذ للجنس البشري وللحيوان، المدافع عن القيم الإنسانية الرفيعة. هذا هو الوجه الأمامي للعملة، هذا هو الوجه الجميل الذي يتم الترويج له. إلا أننا، وبعد كل ذلك البهاء، فقد أُصبنا بالصدمة لاحقاً لدى انكشاف زيف الصورة التي سوغت لنا الباطل في صورة الحق. أما الوجه الخلفي المخفي عمداً، فهو الذي يجسد أبشع مشاهد القبح والدمار والوحشية. في غزة، تمزق هذا الستار بعنف، ليكشف لنا عن تناقض صارخ، فـ”الإنسانية” المعلنة توارت واختفت عندما تعارضت مع المشروع الاستيطاني التوسعي، الذي تجرد تماماً من الأخلاق التي يتغنون بها، ولم يعترف بأي قانون سوى قانون القوة. المشهد اليومي في غزة شريط مأساوي يجسد الوحشية في واحدة من أبشع صورها، ويدفعنا بقوة إلى النظر في أصل العقيدة التي أنتجته. هذه الوحشية لم تولد هنا في غزة، وإنما هي سليلة عقيدة نشأت وترعرعت على الأرض الأميركية، وكتب فصلها الأول منذ قرون على أيدي المهاجرين الأوروبيين الذين وفدوا إلى تلك البلاد بحثاً عن الثراء، ويكتب فصلها الحالي في غزة على أرض فلسطين. لقد بدأت المأساة في فلسطين بوثيقة “وعد بلفور” عام 1917، عندما منحت إمبراطورية أرضاً …

The post من درب الدموع إلى ريفيرا الشرق الأوسط appeared first on سودان تربيون.