ابراهيم عدلان مقدمة في إطار اهتمام الباحث الأكاديمي في شؤون الطيران المدني، الدكتور علاء الدين أبو العاص، بتوثيق مسارات تطور النقل الجوي في السودان، طُلب إعداد مبحث تاريخي يتناول مسيرة الناقل الوطني “سودانير”، وما شهدته من صعود باهر ثم انحدار متسارع. تعكس هذه الورقة قراءة تحليلية لمسار الناقل الوطني عبر محطاته التاريخية، بدءًا من البدايات القوية في خمسينيات القرن الماضي، مرورًا بمرحلة النمو والازدهار، ثم التحولات السياسية والاقتصادية التي قادت إلى الانهيار، وصولًا إلى محاولات الشراكة الخارجية الفاشلة التي مثّلت نقطة “الانكسار” الحقيقية. البدايات القوية: سفريات الشمس المشرقة تأسست الخطوط الجوية السودانية في مناخ سياسي واقتصادي مشجّع، وعزّزت مكانتها عبر شراكتها الأولى مع شركة “إيرويرك” البريطانية تحت اسم “سفريات الشمس المشرقة”. وقد شكّلت تلك المرحلة اللبنات الأولى لنهضة النقل الجوي السوداني، إذ امتلكت سودانير أسطولًا حديثًا ضمّ طائرات “فيسكاونت” و”كوميت” البريطانية، إضافة إلى “دوغلاس دي سي 3″ و”دي سي 4” الأميركية، ثم تلتها صفقة الطائرات الهولندية “فوكر” قبل دخولها عصر “البوينج”. لقد لعبت الظروف الاقتصادية المواتية آنذاك، وفي مقدمتها عائدات صادرات القطن وارتباط السودان بالاقتصاد العالمي، دورًا محوريًا في تمكين الناقل الوطني من مواكبة أحدث ما أنتجته مصانع الطائرات، ما عزّز مكانته الإقليمية وسمعته الدولية. بدايات التراجع: الاقتصاد المنهك قبل الحصار عند البحث في بدايات الانحدار، فإن المقاطعة الاقتصادية الغربية …
The post صعود وهبوط الناقل الوطني.. نظرة فاحصة appeared first on سودان تربيون.