كما توقعنا.. فيديوهات أخرى لطلاب راقصون تقرع ناقوس الخطر

Loading

بقلم: محمد يوسف محمد
mohamedyousif1@yahoo.com

بسم الله الرحمن الرحيم
بالأمس كتبت مقالاً بعنوان: (الطالب الراقص نبه المجتمع لمشكلة جيل كامل)، نشر المقال في موقع صحيفة سودانايل الغراء ويمكن لمن يرغب الرجوع إليه في موضوعات الأمس، وخلاصة ما ذكرته فيه أن ما قام به الطالب في الفيديو الرائج هو مجرد تنبيه لظاهرة موجودة ومستفحلة بشدة في الجيل الجديد وهي ظاهرة التنمر على كبار السن والتقليل من شانهم والإستخفاف بهم كنوع من البطولة الشبابية وأن ما شاهده الناس وتحدثوا عنه لم يكن حالة فردية ولكن كان مجرد توثيق لحادثة واحدة من حالات متكررة تحدث يومياً في كل مكان وكان مجرد تنبيه لسلوك منتشر في جيل كامل يعاني من فقدانه للثوابت التربوية.

بالصدفة بعد نشر مقال الأمس وانا اتصفح في منصة الفيسبوك عثرت علي أكثر من فيديو لحالات مماثلة يقوم فيها طلاب في مواقع مختلفة بالرقص في قاعة الدراسة أمام المعلم بنفس الطريقة، وهذه الفديوهات التي توثق لحالات آخرى لطلاب آخرين يقومون بنفس السلوك توضح ان ماحدث أشبه بعملية تنافسية بين الطلاب يتبارون فيها بهذا التنمر على كبار السن عامة ولكن في الغالب يكون الضحية هو المعلم لقربه اليومي منهم ثم يوثقون ماقاموا به وينشرونه في مجموعاتهم الخاصة كنوع من كسب الشهرة والبطولة وسط اقرانهم.
وتعدد هذه الفيديوهات يؤكد أنها مشكلة جيل كامل وليس حالة فردية واحدة تنتهي باعتذار الطالب.
وأيضاً هذه الفيديوهات تؤكد ما ذهبت إليه في مقالي السابق أن هذا الجيل لم يستفيد من هذه التقنيات بالشكل المطلوب ولكن تضرر من هذه التقنيات ويقوم بتقليد ما تنقله الوسائط من سلوكيات خاطئة في الداخل والخارج.

لابد من وقفة لكل الجهات المعنية بداية من الأسرة (وهي المتضرر الأكبر) والمؤسسات التعليمية والوزارات وكل المعنيين بالشأن التربوي لدراسة سبب هذا الخلل التربوي ووضع خطة كاملة لصيانة العملية التربوية بشكل جديد يعالج كل ما علق بها من سلبيات.
وانا هنأ اريد ان اسال عن غياب الدور الرقابي للإدارة الداخلية في المؤسسات التعليمية الخاصة والحكومية، فمن المتعارف عليه أن هذه الإدارات مسؤلة عن سلوك المعلم والطالب وليس سلوك الطالب فقط ومن المفترض أن تكون هناك رقابة بين فترة وأخرى لسير الدروس في قاعات الدراسة ومتابعة لسلوك الطلاب والمعلمين في داخل هذه القاعات وحتي خارجها في الفناء المدرسي فمن خلال هذه الرقابة تستطيع الإدارات إكتشاف أي خلل ومعالجته بدلاً من أن تتفاجأ به الإدارة مثلها مثل غيرها من عامة الناس عندما يصبح (ترند) متداول في الميديا.

في الفيديو ظهر واضحاً أن المعلم كان يقف عاجزاً أمام الطالب ولم يستطيع ردعه وكان واضحاً أيضاً أن الطالب لم يكن يخشى شيء!! فلو أن المعلم كان يتوقع أن تقوم إدارة المدرسة برد حاسم في هذا الشأن ومساندته لقام فوراً بقطع الحصة واستدعاء الإدارة لحسم الأمر في نفس اللحظة ولكن يبدو أن هناك أسباب منعت المعلم من هذا التصرف الحاسم، وهذا يكشف أن الأمر أكثر تعقيداً و ليس حالة فردية عابرة إنتهت بإعتذار الطالب، ذلك الإعتذار الذي فندناه في المقال السابق، فالأمر يحتاج لوقفة عاجلة من قبل وزارة التربية لدراسة أسباب الظاهرة وإتخاذ ما يلزم من ضوابط وقوانين تحمي المعلمين من تنمر الطلاب عليهم وتحمي إدارات المدارس من الضغوط التي تكبلهم من فرض هيبة العملية التعليمية داخل مؤسساتهم ووضع القوانين والمعالجات التي تحمي المعلم والمؤسسات من الضغوط المادية والإدارية من الجهات النافذة، وذلك حتي لا تصبح فيديوهات التنمر علي المعلمين وكبار السن فيديوهات (الترند) المنتشرة في الميديا يتنافس فيها المراهقين وتصبح مشهد مألوف للناس ويتصالح المجتمع مع هذا الخلل التربوي.

Email: mohamedyousif1@yahoo.com

The post كما توقعنا.. فيديوهات أخرى لطلاب راقصون تقرع ناقوس الخطر appeared first on سودانايل.