![]()
بقلم: محمد يوسف محمد
mohamedyousif1@yahoo.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الطالب الذي رقص في منتصف الحصة في غرفة الدراسة ثم خرج ليعتذر وكان عذره أقبح من الذنب فقد قال انه قام بشر الفيديو علي مجموعته الخاصة فقط ولم يكن يتوقع ان يتسرب الفيديو للانترنت، وكأنما المشكلة تكمن في تسرب الفيديو وليس في التصرف نفسه!! والحقيقة هي ان المشكلة ليست في تسرب الفيديو ولا في الفعل نفسه ولكن المشكلة الكبيرة تكمن في مجرد تفكير الطالب في القيام بفعل مثل هذا ومجرد ورود هذه الخاطرة بذهنه يمثل خلل تربوي كبير يعاني منه جيل كامل فمجرد ان تخطر له فكرة بان يقوم بهذا التصرف في هذا المكان حتي وان لم يقوم به فهذا يعني ان اشياء كثيرة سقطت منه واصبح فاقداً لها.. فهو يفتقد احترامه للمدرسة واحترامه لقاعة الدراسة ويفتقد احترام العلم واحترام المعلم ويفتقد احترامه للكبار وللآباء والأمهات.
وهذا السلوك ليس حادثة فردية (ولكن كما يقال في المثل شقي الحال يقع في القيد) ومافعله هذا الشاب انه فقط قرع ناقوس الخطر وكشف عن مشكلة موجودة في جيل كامل وليس فيه هو وحده فظاهرة كسر الجيل الجديد لكل معايير الإحترام يشعر بها الجميع.
واهم ما يميز هذا الجيل الجديد هو عدم احترام الكبار.. بل ان بعضهم يسمي جيل آبائهم بجيل النكبة ويحملهم كل اسباب فشل الحكومات المتعاقبة ويعتقد ابناء هذا الجيل انهم اكثر علما ومعرفة من الكبار بسبب ما اتيح لهم من وسائل تنكنلوجيا وغاب عن عقول هؤلاء الضائعين ان من صنع هذه التكنلوجيا هم جيل الكبار الذي يستخفون به ومن انجبهم واتي به للحياة ورعاهم وهم قطعة لحم واطعمهم وسقاهم حتي اصبحوا بشر هم جيل الكبار وان من عملمهم (1+1=2) هم جيل الكبار.. ولا يعرف هذا الجيل الضائع ان انتشار التكنلوجيا لم يزيدهم علماً عن الاجيال السابقة فبالرغم من قلة وسائل المعرفة وصعوبة الحصول عليها في السابق ولكن كانت الاجيال السابقة اكثر علما واكثر ذكاء واكثر ثقافة حتي الشخص الامي الذي لم يقرا ويكتب علمته الحياة كثيراً ولكن هذا الجيل الجديد لم يستفيد معرفة ولا علوم من وسائل المعرفة الحديثة التي يحملها بين يديه وتاثر بسلبياتها فقط واصبح اكثر انعزال عن اسرته ومجتمعه وغرست فيه العدوانية تجاه الآخرين ولا غرابة في هذا فإن ألعاب الكمبيوتر ترسخ العداء وتصور لهم ان الحياة معركة حتي مع والديهم.
الخلاصة ان الطالب لم يكن مجرد حالة شاذة تمت معاقبتها بالفصل من المدرسة وانتهت المشكلة ولكن المشكلة الحقيقية لازالت موجودة وهي مشكلة جيل كامل يعاني من افتقادة للمفاهيم التربيوية الاساسية التي اشرنا لها في الاعلي ولابد من وقفة عامة للمجتمع وللآباء والامهات والرعاية الاجتماعية والتعليم العام والعالي لدراسة هذه الظاهرة ووضع اسس تربوية شاملة تعالج هذه الظاهرة الخطيرة لصناعة جيل كامل الاهلية للقيام بمسؤلياته في المستقبل.. واما الطالب فهو مجرد ممثل لجيله قرع ناقوس الخطر ووثق للظاهرة بشكل واضح.
The post الطالب الراقص نبه المجتمع لمشكلة جيل كامل appeared first on سودانايل.