![]()

عثمان العطا
الجيش يفرض أسلوبه، ليس ذلك فحسب، بل المليشيا لا تستطيع مجاراته، لذلك تلجأ إلى حلول أخرى للبقاء على قيد الحياة. بمعنى أن المليشيا، إذا بقيت ساكنة في موقف الدفاع، ستكون عرضة للاستنزاف، وهي لم تتدرب إلا على الهجوم السريع المباغت. أما إذا هاجمت، فستكون هي من تستنزف نفسها بنفسها، لأن أي حركة للمركبات القتالية كلفتها عالية، وتحتاج إلى وقود بكميات مضاعفة. وحتى الآليات التي حصلت عليها المليشيا جيدة نعم، لكنها مزودة بمحرك كبير يعمل بالبنزين.
لذلك، من الملاحظ أن الجيش خلال الأيام السابقة استهدف مخازن الوقود بقصف دقيق، وفق معلومات مؤكدة.
خلال الأيام الماضية، اهتزت نيالا بعنف لعدة مرات، حيث تم استهداف مدرج اليوناميد ومخازن للوقود، والأهم من ذلك تدمير موقع المنظومة الدفاعية للتمرد. هذه المنظومة فيها رادارات عالية الحساسية بدائرة تأثير واسعة (25 كيلومتراً)، ومزودة بمضادات حديثة. نيالا حالياً عارية بالكامل من السترة واللباس المحتشم.
وكما حدث مع إسقاط الفاشر، كانت المليشيا تفعل ذلك بالتزامن مع مشروع سياسي أو دبلوماسي، أو حتى مطالب لاهثة نحو الهدنة، تقوم بإنتهاكات وجرائم للضغط على قيادة الجيش. الآن، غابت ملامح أي مشروع في أفق التمرد، وبات يشتغل رزق اليوم باليوم.
توقعاتي أن يستمر الصمت اللاسلكي للجيش، لكن وبقرب موقعي من مراكز التعبئة المساندة للجيش، هناك ملامح وثبة عنيفة. هذا ظاهر من شكل وحجم الإعداد، لكن متى؟ أين؟ وكيف؟ هذه متروكة لقيادات الجيش. ومتى ما أذّن المنادي، خرجت الجحافل من حيث لا يدري العدو،،،
إن شاء الله قريباً.