هل سيكون المعلمين أول ضحيا الذكاء الإصطناعي؟

Loading

بقلم: محمد يوسف محمد
mohamedyousif1@yahoo.com

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد ان حلت الكتب الألكترونية محل الكتب الورقية ووفر تكاليف الورق والطباعة وحلت الدراسة (أون لاين) عن بعد محل الفصول الدراسية والقاعات ووفرت منصرفات التنقل وإعداد القاعات وقد حدث هذا منذ عقد من الزمان ولكن لم يتوقف مسار التعليم عند هذا التطور وظهر موخراً تطور جديد في مجال التعليم وهو إستخدام الذكاء الإصطناعي كبديل للمعلم البشري، ويمكن للذكاء الإصطناعي تقديم الدروس بالصوت والصورة والحركة عبر الروبوتات الشبيه بالبشر ويمكن لهذه الروبوتات أيضا الإجابة على الأسئلة وطرح أسئلة وتقييم مستوى الطالب، وتتفوق هذه الآلات بانها متاحة طول الوقت ولا تحتاج لمرتبات وكثير من الأسر التي يخرج جميع أفرادها للعمل تعاني من مشكلة رعاية الاطفال لهذا تاخذهم للحضانات ورياض الاطفال من أجل الرعاية والتعليم معاَ وقد تضطر الأسرة لتركيب كاميرات بالمنزل لمراقبة الاطفال عن بعد أثنا تواجد الاطفال وحدهم بالمنزل ولكن مع دخول روبوتات الذكاء الإصطناعي الشبيهة للبشر والتي تحمل وجوه وملامح بشرية مقبولة للاطفال يمكن لهذه الروبوتات رعاية الأطفال وشغل أوقات فراغهم بالعلم والمعرفة خاصة في ظل شغف الاطفال والمراهقين بالتكنلوجيا وقضاء معظم أوقاتهم في الهواتف والعاب الكمبيوتر والتلفاز.. ويكون البديل لهذا الوقت المهدر هو قضاء الوقت مع هذه الربوتات الذكية والتي يمكن ان تملاء الوقت بالمواد التعليمية المفيدة بدلاً من الألعاب فقط وهذا يفتح الباب أمام التلاميذ لتلقي العلوم بشكل مفتوح لا يتقيد بالزمن بحيث يمكن إختصار الزمن وتلقي الطالب حصيلة عدة فصول دراسية تستغرق سنوات يمكن ان يتلقاها ويستوعبها في فترة زمنية مختصرة تؤهله للمرحلة التعليمية الأعلى.
ومع هذه الميزات الكثيرة للمعلمين الروبوتات يبرز سؤال مهم وهو مدى اهمية وجود المعلم البشري في حياة التلاميذ من الناحية السلوكية والإنسانية فالمعلم البشري يمكن ان يراغب سلوك التلاميذ ويحلل السلوك ويقدم التربية السلوكية والاخلاقية والتي قد يفتقر لها المعلم الآلي الذي يقتصر دوره على العلوم الاكاديمية.. هذا عدا ألاهمية الكبيرة لوجود التواصل البشري بين المعلم والتلميذ في صياغة سلوك التلميذ فغياب المعلم البشري وتعلق التلميذ بالمعلم الآلي واعتياده على الآلات يمكن أن يخلق للتلميذ صعوبة في التعامل والتواصل الإجتماعي اليومي مستقبلاً.

المشكلة تكمن في أن هذه التغييرات تحدث في الحياة رغما عن الناس ولا تدع مجالا للاسر للتفكير والاختيار وقبول هذه التغييرات او رفضها.
وبهذه المناسبة نذكر ان أستراليا قد اصدرت الاسبوع الماضي قانون يمنع القاصيرن دون 16 عام من استخدام وسائل التواصل الإجتماعي بهدف حماية القصر من مخاطر هذا الوسائل ويفرض القانون غرامات كبيرة للمنصات المخالفة امثال فيسبوك وتويتر وانستغرام ويستثني من ذلك الواتساب واليوتيوب وتطبيقات التعليم ووجد القانون قبول عام ونسبة تاييد وصلت 77% من المجتمع الاسترالي.

The post هل سيكون المعلمين أول ضحيا الذكاء الإصطناعي؟ appeared first on سودانايل.