السودان: شريان حياة الجيش في يد الدعم السريع

Loading

من بوابة النفط، حققت “قوات الدعم السريع” واحداً من أهدافها المهمّة في جنوب السودان، وأمسكت بشريان حيوي للعملات الصعبة للحكومة السودانية.

فقد أعلنت هذه القوات سيطرتها على حقل “هجليج” النفطي الاستراتيجي في ولاية جنوب كردفان، حيث توجد منشأة المعالجة الرئيسة لنفط جنوب السودان، بينما نقلت “رويترز” عن مصادر حكومية أن القوات الحكومية والعاملين في الحقل النفطي انسحبوا من المنطقة، الأحد، لتجنّب اشتباكات كان من شأنها أن تلحق الضرر بالمنشآت النفطية.

ويتم نقل النفط عبر خط أنابيب شركة “النيل الكبرى للبترول” إلى بورتسودان على البحر الأحمر للتصدير، علماً أن السودان لا يُصدر نفطاً خاصاً به، إلا أنه يشكّل الممر الوحيد لنقل نفط جنوب السودان إلى الخارج، عبر البحر الأحمر.

كما أن هذا الخط يوفّر عائدات مالية مهمة بالعملات الصعبة لكلّ من الخرطوم وجوبا، التي لا تمتلك أيّ منفذ بحري وتعتمد بشكل شبه كامل في صادراتها النفطية على خطوط الأنابيب التي تمر عبر السودان.

ورغم تأكيد “قوات الدعم السريع”، عبر تطبيق “تيليغرام” التزامها بحماية المنشآت النفطية، إلا أن مخاوف واسعة من توقّف الإمدادات من جنوب السودان سادت في الأوساط النفطية.

وكانت المعارك التي اندلعت في أبريل عام 2023 بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” قد أدّت إلى توقف متكرر لتدفقات نفط جنوب السودان، والتي كانت قبل الصراع تتراوح في المتوسط ​​بين 100 ألف و150 ألف برميل يوميّا للتصدير عبر السودان.

وبسيطرتها على “هجليج”، تعزز “الدعم السريع”، التي تتهمها دول عدة بينها الولايات المتحدة بارتكاب عمليات إبادة جماعية، مكاسبها الميدانية في جنوب السودان، وتثير المزيد من المخاوف من بشأن مستقبل الصراع في السودان.