![]()

د. عمار حسن خميس
أخي السوداني البسيط، اعلم أن المعاناة ليست أمراً سلبياً على الدوام، بل هي الدليل الوحيد، مع عدل الله، على أنك لم تُيسَّر للدنيا كما يُيسِّرك الله للآخرة. فالحياة الدنيا فانية، أما الآخرة فباقية وخالدة.
لقد مات آباؤنا وأمهاتنا دون أن يعرفوا ما هو “السيفون”، وماتوا وأفضل ما رأوه وعاشوه في حياتهم هو أن يستحموا من “الدُش”. حتى الماء كان عزيزاٍ عليهم، لا يكفي لأن يُصبّ على رؤوسهم من الأعلى، بينما غيرهم رأى من النعيم ما رأى. فهل تظن أن الله غير عادل ليحاسب هؤلاء كغيرهم؟
كلا، فالله عادل، يهب النعم وينزل البلاء، ولكن من صبر على البلاء وأحسن الظن بالله، فقد فاز بالآخرة، وصارت أيام الدنيا عنده كما قال الحبيب ﷺ:
“ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها”.
فاصبر واحتسب، وتذكّر قول الله تعالى: “ولسوف يعطيك ربك فترضى”.
وقل دوماً: الحمد لله وأحسن الظن برب العالمين.