الكرة في ملعب البرهان.. لكن الكرة لن تنتظر كثيرا أمام المرمى.. في إمكانه أن يحرز الهدف الذهبي..
من الحكمة ان تستعد الخرطوم لاحتضان جمع دولي كبير على غرار ما جرى في “شرم الشيخ”.. مع فارق مقدار الوزن والعدد.. احتفالا بـ”آخر رصاصة” في آخر حروب السودان..
المسافة الزمنية، كما المسافة العملية، ليست بعيدة من تحقيق هذا الحلم السوداني الكبير.. ينقصنا فقط الإرادة.. والثقة في المستقبل.
الجهود الدولية تتسابق بايقاع سريع.. مجلس الوزراء السعودي أصدر يوم 14 أكتوبر 2025 بيانا قال فيه : (يجب الوقف الفوري للحرب في السودان وينبغي تجنيب السودان وشعبه المزيد من المعاناة والدمار).
بعده بيوم واحد التقى الرئيس السيسي بالرئيس البرهان في القاهرة وصدر بيان الرئاسة المصرية ( اللقاء تناول أهمية الآلية الرباعية كمظلة للسعي لتسوية الأزمة السودانية ووقف الحرب وتحقيق الاستقرار المطلوب.حيث أعرب الرئيسان عن التطلع لأن يسفر اجتماع الآلية الرباعية الذي سوف يعقد في واشنطن خلال شهر أكتوبر الجاري عن نتائج ملموسة بغية التوصل لوقف الحرب وتسوية الأزمة)
بعدها بيوم في روما؛ التقى مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس بنائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي.. ثم عقدا لقاء مشتركا مع الرئيس التشادي محمد ادريس ديبي في سياق البحث عن حل للأزمة السودانية.
الاهتمام الدولي بإطفاء النيران في جميع أنحاء العالم وضع السودان الآن في صدارة الأولويات لكونها الكارثة الأكبر على وجه الأرض انسانيا.
هذه الجهود الدولية لن تؤتي أكلها إلا إذا توافرت ارادة سودانية لانهاء الحرب والدخول في مرحلة جديدة من أجل بناء دولة حديثة يستحقها شعب السودان الصابر النبيل.
و يستطيع السودان أن يحول الزخم الدولي المساند لإطفاء النيران إلى قوة دفع هائلة للتنمية والنهضة في السودان.. ليس بدوافع العواطف الانسانية التي تنظر لما دفعه السودانيون من دماء وأشلاء، بل لتوفر المصالح المشتركة التي تحفز دول العالم أن تنظر لمستقبل الاستثمار في السودان بأعين مفتوحة و رغبة قوية.
من الحكمة أن يقود السودان المساعي الدولية بدلا من أن ينتظر على الرصيف و يتعامل برد الفعل .. و لتكن البداية بترفيع العلاقات مع أضلاع الرباعية نفسها.. يسندنا في ذلك الدعم والمؤازرة القوية من مصر والسعودية..
الكرة في ملعب البرهان.. لكن الكرة لن تنتظر كثيرا أمام المرمى.. في إمكانه أن يحرز الهدف الذهبي..