اللواء ركن”م” أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: من يوميات الحرب: إهداء (للخونة) في معسكر الجنجويد

اللواء ركن”م” أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: من يوميات الحرب: إهداء (للخونة) في معسكر الجنجويد

Loading

اللواء ركن”م” أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: من يوميات الحرب: إهداء (للخونة) في معسكر الجنجويد
جالست الفريق نصر الدين عبد الفتاح غير مرة خلال زيارته للدوحة العاصمة القطرية وقد كانت كلها (محاولات) لمعرفة تفاصيل التفاصيل وصغير الحوادث وكبيرها لتصوّر قصة الانتصار الكبير والصمود (الأسطوري) لسلاح المدرعات خلال سنة الحرب الأولى والثانية والقصف الكثيف.. قال لي الكثير المثير (الخطر )فليس بيننا من حجاب ولا حواجز وكيف علاقته بهيئة القيادة وما هي الصعوبات وماذا كانت التحديات وكيف تم التغلب عليها.. حكي لي قصة غريبة ومصدر غرابتها أن أبطالها ليسوا سودانيين ولكنهم مواطنون ينتمون لدولة جنوب السودان من الذين استمالتهم المليشيا المتمردة للقتال في صفها بلا غبينة (غير الدولار) فهم (مرتزقة) قولاً واحداً ولا تعريف لهم في كل معاجم الحروب والنزاعات غير ذلك.. قال لي الآتي:
ضمن الاستهدافات التي كان يتعرض لها سلاح المدرعات وبشكل يومي الضربات الصاروخية من الراجمات الصغيرة وهي سادتي الراجمة التي تحمل تسعة صواريخ عيار 107 مم وتركّب على العربات اللاندكروزر.. كان لديهم طائرة درون استطلاعية تتابع حركة العدو وتبلغ الطيران ليتعامل مع أي تجمعات متوقعة حول السلاح وقد وثقّت الدرون هذه حركة يومية لعربة لانكروزر تحمل راجمة صغيرة يقودها طاقم من مواطني جنوب السودان وفي الغالب أنهم نوير.. يتحرك هؤلاء باللاندكروزر مع أول الشروق (الضوء الأول) من منطقة ما في أركويت ليصلوا محطة سبعة حيث تقف العربة هناك ليتناولو الشاي والقهوة وبعدها يتحركون ليرتكزوا على بعد لا يزيد عن ثلاث كيلومتر شمال شرق السلاح.. يتم وزن زاوية الإطلاق ويبدأوا في إطلاق الصواريخ صوب رئاسة السلاح حيث تسقط تسعة صواريخ يومياً في ذات التوقيت وبعدها يغادروا من حيث أتوا وليتكرر الأمر صباح الغد.. ضحك في نهاية القصة وقال لي (يعني يومياً أنت ضامن في جيبك تسعة صاروخ 107مم من الجنوبيين ديل)
هذه واحدة من آلاف القصص التي تثبت تورط مواطني جنوب السودان ليقاتلوا الجيش والمواطن (بلا غبينة) علماً أن هذا المواطن الذي استهدفوه هو الذي احتضنهم وقام بتأجير السكن لهم وتعايش مع وجودهم دون إثارة أي نعرات عنصرية ولا عرقية.. ومع ذلك تنمروا (وتكلّبوا) عليه وغرتهم الأموال ليضيفوا للسودانيين جراحاً فوق جراح وآلاماً فوق آلام.. لذا كان قرار السلطات بتقنيين الوجود الاجنبي أمراً لازماً يجد كل سند ودعم من كل السودانيين عدا المليشيا المتمردة وحلفائها لأنه يعد (تجفيفاً) لمورد مهم ورخيص من المرتزقة الذين يعملون لصالحها ضد الوطن والمواطن.