mohamedyousif1@yahoo.com
بقلم: محمد يوسف محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
في عهد حكومة عبود قدمت مصر للسودان مشروع بناء السد العالي ولم تخفي الحكومة المصرية وقتها شيء عن الحكومة السودانية عن أضرار السد العالي ولم تضلل السودان بأقاويل مثل إن السد العالي سيكون أكثر نفع للسودان وان مصر ستمنح السودان كهرباء مجانية كما ضلل الاحباش السودان بوعود كاذبة حول سدهم، ولكن اوضحت مصر للسودان ان السد سيتسبب في إرتفاع منسوب المياه وأن بحيرة السد ستغمر اراضي حلفا القديمة ومقابل هذه الأضرار التي ستحدث ستقوم مصر بتعويض السودان بمبلغ صخم حينها يستخدم لجبر ضرر سكان حلفا، ولم تنتظر مصر حتى حدوث الضرر ثم بعد ذلك تدفع التعويضات او تنكر اثر السد وتراوغ كما يفعل الأحباش اليوم.. بل قامت مصر بسداد التعويض مقدماً قبل بناء السد، و بمبلغ التعويضات هذا قامت الحكومة السودانية بترحيل سكان حلفا القديمة الي منطقة حلفا الجديدة وتشييد قرى حلفا النموذجية بكامل خدماتها من مدارس ومستشفيات وكهرباء ومياه ومنازل جاهزة تسليم مفتاح للمواطن وأمتد الأمر أكثر من ذلك بتوفير سبل العيش للسكان المرحلين في مشاريع زراعية ومن أموال التعويضات المصرية قامت الحكومة السودانية بتشييد خزان خشم القربة ومشروع خشم القربة الزراعي.. وبصرف النظر عن صحة وعدالة إغراق منطقة حلفا القديمة الذي إتخذته حكومة عبود فإن هذا العمل قامت به مصر بموافقة الحكومة السودانية الممثلة للشعب السوداني وقتها ولم يتم رغماً عن الحكومة السودانية أو خداعها بأضرار السد، وتحملت مصر تكاليف تعويض المتاثرين بمنازل جاهزة وقري مكتملة الخدمات ومشاريع زراعية توفر عيش كريم.. فماذا فعل الأحباش الذين يهددون السودان كله بالغرق؟ وهل عوض الأحباش السودان عن غرق عام 2020 عندما غرقت المدن والقرى السودانية وحتى منزل حمدوك رئيس الوزراء في قلب الخرطوم؟ وهل عوض الأحباش السودان عن غرق هذا العام 2025 وعن ما تم تدميره من منازل وزراعة؟ وهل إحتجت الحكومة السودانية و طالبت الأحباش بالتعويض؟ بل على العكس أنكر الأحباش دورهم في هذه الكوارث ورفضوا حتى تحذير الحكومة السودانية قبل فتح بوابات السد لكي تقوم بإتخاذ الإحتياطات اللازمة لتفادي الغرق!!
سيظل سد الاحباش هذا قنبلة موقوتة في يد الاحباش تهدد السودان بالعطش والغرق متي ما شاء الاحباش شيء من ذلك لمئات السنوات القادمة.. فهذا السد قادر علي تخزين كمية مياه ضخمة وعند إغلاق بواباتة يمكن أن يحرم السودان من المياه بالكامل ويتسبب في عطش المواطن ودمار الزراعة عدة سنوات وإذا فتحت بواباته جميعها يمكن ان تغرق المدن السودانية وتدمر السدود السودانية والمشاربع الزراعية.. فهذا السد بحجمه الضخم عبارة عن سلاح نووي ضخم موجه لصدر السودان وحجم السد الصخم هو نقطة الخلاف بين الاحباش والحكومة المصرية فمصر لم تعترض علي فكرة قيام السد ولكن علي حجم السد الضخم ومع الأسف وقفت الحكومة السودانية وقتها موقف مخزي للشعب السوداني و للاشقاء في مصر بتأييد قيام سد الأحباش بدلاً من التحالف مع مصر والضغط على الأحباش لتقليل حجم السد!! وحدث خداع وتم تضليل الشعب السوداني بحديث لا يقبله العقل وقالوا له إن السد سيخدم السودان أكثر من الأحباش ويوفر كهرباء مجانية للسودان وإن مصر هي المتضررة ومع الأسف صدق السودان هذا الكلام الساذج للذي لايقبله العقل السليم!! فكيف يخسر الأحباش ترليونات ليقيموا سد لخدمة بلد آخر؟ وإتضحت الحقيقة بعد ذلك وكان المتضرر الأكبر هو الشعب السوداني وليس المصريين.. ولا أعرف كيف تتعرض حكومة كاملة بها خبراء ومسؤلين لتضليل بهذا الحجم؟
وبعيد عن أي حسابات فنية كيف لعاقل أن يقبل تسليم مصير وطنه وشعبه وامنه المائي لدولة اخرى تتحكم فيه تعطشه وتغرقه متى ما تشاء؟ والمؤسف أن هذه الدولة تمارس التصرفات العدائية وتحتل اراضي السودان سنوياً وتطرد المزارعين السودانيين و تزرعها بقوة السلاح!! هذا أمر غير منطقي ولا يمكن أن تقبله دولة في العالم لا في الماضي ولا في المستقبل.. والمؤسف أن المخابرات الحبشية نظمت رحلات ودفعت للاقلام الماجورة واشترت الكثيرين بالمال الرخيص ليقفوا ضد مصالح وطنهم ويضعوا وطنهم تحت قنبلة نووية تتحكم فيها دولة اخرى.
هذا هو حال الإدارة السودان!! يسلم أمن مدنه وأمن زراعته لدولة أخري تدمر زراعته وتعطش وتدمر مدنه متي ما تشاء ولا غرابة في هذا التصرف فهكذا كان ولازال يدار السودان دون وعي وقد تم تسليم الوطن كله لقائد مليشيا قبلية ليدمره وترك يدرب جيشه ويسلحه من أموال الشعب.. وتم تنصيب قائد المليشيا هذا نائب للرئيس يرأس شعب السودان وجيشه وتحيه اعلي الرتب والقادة.. وترك ليتمدد ويضخم قواته من 20 الف بعد الثورة الى 120 الف ويضع يده على كل المدن والمرافق الحيوية إستعداداً للحرب.. فهل هناك أخطاء أكبر من هذه الأخطاء؟ وهل يعقل أن يقوم مسؤلون في أي دولة في العالم قديماً أو حديثاً باخطاء كارثية بهذا الحجم؟
والغريب أننا نفعل هذه الأخطاء مع سبق الإصرار فقد تم تجريم المرحوم الصادق المهدي ومحاكمته عندما نبه لخطر الدعم السريع.. وحتى اليوم لازال هناك من يدافع عن سد الأحباش وتتعامل الحكومة مع الموضوع بحياء شديد (يفوق حياء العزراء القديم) ولا يخرج أي مسؤل ليحمل الأحباش نتيجة هذه الأضرار ولم تحتج الحكومة السودانية بشكل رسمي للأحباش.
هذا الشعب الكريم وهذه الأرض الغنية الكريمة تدمر وتعطل بالقرارات الكارثية بأيدي أبنائها أنفسهم والنتيجة حرب كارثية و وطن مدمر مهدد بالتقسيم وشعب مشرد وجائع ومدن دمرتها الحرب وقرى ومدن غارقة في فيضان مفتعل وإنتشار المليشيات والسلاح وخطاب الكراهية والتحريض ومصير مجهول ينتظر الوطن والمواطن.
The post ما بين سد الاحباش وسد مصر appeared first on سودانايل.