
وكالات- تاق برس- قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن شركة فيتول (Vitol)، أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم، تواجه اضطرابات في عملياتها بعد أن منعت السلطات الإماراتية استقبال السفن التي تحمل النفط السوداني القادم من ميناء بورتسودان، ما أدى إلى توقف مصفاتها الوحيدة في ميناء الفجيرة بدولة الإمارات.
وذكرت الصحيفة أن تصاعد التوتر بين السودان والإمارات تسبب في تعطّل إمدادات الخام إلى أحد أكثر مراكز الوقود البحري ازدحامًا في العالم، وأدى إلى تورط شركة فيتول في تداعيات سياسية واقتصادية غير مباشرة.
وبحسب الصحيفة، فإن قرار أبوظبي بمنع استقبال البواخر السودانية حرم شركة فيتول من شحن النفط الخام المفضل لمصفاتها في الفجيرة، الذي يُحوَّل عادة إلى وقود منخفض الكبريت يُستخدم في تشغيل ناقلات النفط والسفن البحرية.
وأشارت فايننشال تايمز إلى أن جزءًا كبيرًا من النفط السوداني يُنقل إلى محطة فيتول بالفجيرة لتكريره وتحويله إلى وقود السفن، إذ تُغذي منتجات الشركة نحو 1800 سفينة سنويًا عبر منشآت تقع قرب مضيق هرمز، أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم.
وأضافت الصحيفة أن الإمارات رفضت استقبال أي شحنات من وإلى ميناء بورتسودان منذ أوائل أغسطس في ظل تدهور العلاقات السياسية مع الخرطوم، التي تتهم أبوظبي بالتدخل في الحرب ودعم قوات التمرد بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وكانت الحكومة السودانية قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات في مايو 2025 بعد أن استهدفت طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع مدينة بورتسودان، في هجوم ألقت الخرطوم باللوم فيه جزئيًا على أبوظبي، بينما نفت الإمارات بشدة دعمها لأي طرف في النزاع السوداني.
وأوضحت بيانات شركة كبلر للتحليلات أن فيتول تُعد المستورد المنتظم الوحيد لخام بورتسودان إلى الإمارات منذ أكثر من عام، غير أن آخر شحنة وصلت في 30 يوليو الماضي، مما أدى إلى توقف المصفاة عن استخدام الخام المفضل لديها بطاقة إنتاجية تقارب 100 ألف برميل يوميًا.
ولتعويض النقص، لجأت الشركة إلى شراء مليوني برميل من خامات بديلة في أغسطس، فيما جرى تحويل جزء من النفط السوداني إلى ماليزيا، حيث تمتلك فيتول مصفاة بديلة لوقود السفن. وتشير البيانات إلى أن أكثر من 100 ألف برميل من النفط السوداني وصلت إلى ماليزيا في أغسطس، مقارنة بمتوسط شهري قدره 27 ألف برميل فقط خلال السنوات الخمس الماضية.
ورغم نفي شركة فيتول أن الحظر الإماراتي أجبرها على وقف عمليات التكرير، إلا أن الصحيفة أكدت أن الأزمة السياسية بين الخرطوم وأبوظبي ألقت بظلالها على تجارة الطاقة الإقليمية وأربكت حركة الوقود في واحد من أهم الممرات النفطية في العالم.