في السويداء.. حتى المقابر لم تسلم من “التدنيس”

Loading

في قرية “الصورة الكبيرة،” شمالي محافظة السويداء في جنوب سوريا، حتى المقابر لم تسلم من أعمال العنف الطائفي.

زار مراسل “الحرة” المنطقة بعد نحو شهرين من الهجمات التي أودت بحياة مئات الأشخاص من الطائفة الدرزية، على يد قوات حكومية وفصائل عشائرية موالية لها في يوليو الماضي.

لم تقتصر عمليات القتل على الدروز، بل طالت مسيحيين أيضا وامتدت لتشمل كنائسهم وحتى مقابرهم.

في لقطات حصرية لـ”الحرة” تظهر توابيت محطمة، وقبور منبوشة أخرجت منها جثثٌ لم تتحلل بعد، حسبما أكد سكان المنطقة.

“ما العبرة من تخريب مقبرة؟” يتساءل القس طوني بطرس من مدينة شهباء التابعة لمحافظة السويداء.

“إنه شخص ميت.. ربما الأحياء الذين تمت مهاجمة منازلهم كان الهدف هو تهجيرهم أو قتلهم، لكن الميت إلى أين تريد تهجيره؟” يضيف.

يصف رجل الدين المسيحي ما جرى بأنه “هجوم إرهابي تكفيري” غير مبرر.

قُتل مئات الأشخاص في السويداء في أعمال العنف التي بدأت بين عشائر محلية وفصائل درزية، وتصاعدت بعد إرسال القوات السورية إلى المنطقة.

واتهم أقارب القتلى القوات الحكومية بارتكاب عمليات قتل على شكل إعدامات أمام الكاميرات.

وشكلت السلطات لجنة تحقيق في أعمال العنف.

وقالت السلطات أنها اعتقلت عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية يشتبه في ارتكابهم انتهاكات ضد المدنيين في السويداء، وقامت باستجوابهم.

وكان القس بطرس وثق في فيديو منشور على منصة “أكس” الشهر الماضي أن نحو ست كنائس أحرقت خلال الهجمات على السويداء، بالاضافة لتهجير مئات العائلات المسيحية، وقُتل مدنيون وتعرض آخرون للإهانات.

وبعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، ووصول الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، لسدة الحكم، تعرضت الأقليات في سوريا لما وصفت بأنها “مذابح” راح ضحيتها مئات الأشخاص.

ففي مارس الماضي قتل مئات المدنيين العلويين في هجمات شنتها قوات الأمن السوري ومسلحون تابعون لهيئة تحرير الشام الحاكمة على مناطق الساحل السوري.

كذلك تعرضت مناطق يقطنها مسيحيون في دمشق لحوادث عنف متفرقة على يد متشددين.

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن عدد المسيحيين في سوريا يبلغ حاليا أقل من 300 ألف نسمة مقارنة بنحو 1.5 مليون نسمة قبل نحو عقد.