وزارة الزراعة والري تدعو المُواطنين لعدم الفزع حول فيضان النيل وتؤكد على جهودها لإدارة الأزمة وضمان الأمن المائي

Loading

الخرطوم – هالة حمزة

أصدرت وزارة الزراعة والري في السودان، بياناً رسمياً اليوم، تُسلِّط فيه الضوء على الوضع الحالي لفيضان النيل وروافده للعام 2025، مؤكدة التزامها بخدمة المواطنين وحماية الأرواح والممتلكات في ظل التحديات الناتجة عن التغيرات المناخية وارتفاع منسوب المياه.

أوضحت الوزارة أن التوقعات الموسمية أشارت إلى تأخر موسم الأمطار وامتداده حتى نهاية أكتوبر، نتيجة التغيرات المناخية التي أثرت على نمط هطول الأمطار. وأفادت التقارير بتسجيل كميات هائلة من الأمطار على الهضبة الإثيوبية، مصدر النيل الأزرق ونهر عطبرة، حيث تجاوزت المعدلات المتوسطة. كما شهد النيل الأبيض زيادة غير مسبوقة في الإيراد بنسبة تتراوح بين 60% و100% فوق المتوسط منذ العام 2020، فيما سجل نهر عطبرة أعلى مستويات الإيراد خلال الأيام الماضية.

تزامن ذلك مع اكتمال تخزين بحيرة سد النهضة، حيث بدأ تصريف المياه من السد في 10 سبتمبر 2025، ليصل إلى ذروته بمعدل 750 مليون متر مكعب يومياً. هذا التصريف، إلى جانب مياه الفيضان الموسمي، أدّى إلى تغيرات كبيرة في الأنماط الهيدرولوجية لمناسيب النهر، مما تسبب في ارتفاع ملحوظ في مجرى النيل وفروعه.

وأكدت الوزارة أنها استنفرت كافة مواردها البشرية والفنية لمواجهة الأزمة. وتحت إشراف مباشر من الوزير بروفيسور عصمت قرشي ووكيل الري، تم تشكيل غرفة عمليات طارئة تضم مديري مياه النيل والخزانات، وخبراء التشغيل، وفرق محطات الرصد وغرف الإنذار المبكر. عملت هذه الفرق على مدار الساعة لتنظيم مناسيب النهر، تخفيف حدة الفيضان وتوفير المعلومات للمواطنين بشفافية لتقليل الأضرار.

وأشارت الوزارة إلى أن وصول منسوب النهر إلى مستوى الفيضان يعني وصول المياه إلى حافة المجرى النهري، ولا يعني بالضرورة غرق المناطق المُحيطة. ودعت الوزارة، المواطنين إلى تجنب الهلع والالتزام بالتعليمات لضمان السلامة.

كما أفادت أن إيراد النيل الأزرق بدأ في الانخفاض منذ أمس، ومن المتوقع أن تنخفض المناسيب تدريجياً في الأيام القادمة. وتعهدت الوزارة بمواصلة رصد الوضع وتحديث المواطنين بأي تطورات جديدة.

جدّدت الوزارة التزامها بالعمل جنباً إلى جنب مع المواطنين، مؤكدة أن جميع العاملين فيها يقفون “على قلب رجل واحد” لخدمة الشعب السوداني وضمان الأمن المائي والغذائي. كما أعربت عن حرصها على تقديم المعلومات بدقة وشفافية لتعزيز الثقة وبناء مستقبل أفضل.

اختتمت الوزارة بتأكيدها على التزامها بإعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية، داعية الله أن يحفظ السودان وشعبه من كل سوء، مؤكدة السعي لرِفعة الوطن بين الأمم.